بين غياب التخطيط ونقص التوريد.. أزمة أدوية القلب تهدد حياة المرضى

في ظل تصاعد أزمة نقص أدوية الأمراض المزمنة بالمغرب، أصبحت المستشفيات والمراكز الصحية أشبه بساحة معركة يومية، حيث يواجه الأطباء والممرضون تحديات غير مسبوقة بسبب غياب أدوية أساسية تُعتبر شريان حياة للمرضى.
في الوقت الذي تتزايد فيه أعداد الحالات المستعجلة، يُطرح سؤال ملح: إلى متى سيستمر هذا الوضع؟
ويعيش المرضى وعائلاتهم، على وقع قلق دائم، متنقلين بين الصيدليات بحثًا عن الأدوية المنقذة لحياتهم.
أما المشهد في المستشفيات، فهو أكثر قتامة، حيث الأطباء يقفون عاجزين أمام النقص الحاد في أدوية الأمراض المزمنة، خاصة أدوية القلب والضغط الدموي، التي تُعد حيوية لاستقرار الحالات المرضية.
ومع كل يوم يمر دون حلول ملموسة، تتفاقم حالة الغضب الشعبي تجاه الجهات المسؤولة عن تدبير القطاع الصحي.
وكشفت مصادر في القطاع الصيدلي أن هذه الأزمة ليست مقتصرة على المغرب فقط، بل تعود جزئيًا إلى اضطرابات عالمية في سلاسل التوريد.
ومع ذلك، فإن الوضع في المغرب يكتسي طابعًا أكثر تعقيدًا، حيث يُرجع البعض المشكلة إلى سوء تخطيط إداري وتوزيعي.
وأصبحت الأدوية الحيوية التي يعتمد عليها مرضى الأمراض المزمنة تختفي يوما بعد يوم، الأمر الذي يزيد من الضغوطات النفسية والصحية على المرضى.
دواء "Aldactone 50 mg"، على سبيل المثال، الذي يُستخدم بشكل يومي من قبل مرضى القلب، اختفى من الأسواق في العديد من المدن المغربية، وعلى رأسها الدار البيضاء.
هذا النقص المستمر، الذي استمر لعدة أشهر، دفع بالعديد من المرضى إلى مواجهة أزمات صحية قد تُعرض حياتهم للخطر.
في المقابل، لم تقدم وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حلولًا جذرية تُعالج الأزمة، مما جعل أصوات الانتقادات تعلو أكثر فأكثر.
المشهد السياسي لم يكن غائبًا عن هذه الأزمة، حيث وجهت السيدة النائبة البرلمانية لبنى الصغيري، عضو فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا، وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، حول انقطاع بعض أدوية أمراض القلب بالصيدليات، فقد عرف الدواءُ المذكور نفاذا بالصيدليات بالدار البيضاء خاصة، وبباقي المدن ببلادنا عموما.
ويجد المرضى اليوم أنفسهم بين مطرقة نقص الأدوية وسندان غياب البدائل. ورغم أن أسباب الأزمة متعددة ومتشابكة بين المحلية والعالمية، إلا أن أصابع الاتهام تُوجه في الغالب إلى ضعف التخطيط والإدارة على المستوى الوطني.
في ظل غياب حلول عاجلة، يبقى المرضى في انتظار تدخل حكومي يُعيد الاستقرار إلى قطاع يعاني من أزمات متكررة.