منذ اختراع التلفزيون في أوائل القرن العشرين، شهد الجهاز تطوراً هائلًا على مر العقود. بدأت أجهزة التلفزيون بمظهر بسيط وتقنيات محدودة، لكنها أصبحت الآن جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية، وتطورت بشكل كبير في جوانب عدة مثل الجودة، وتقنيات البث، والمحتوى.
نشأة التلفزيون (1920-1930)
التطور الأولي للتلفزيون كان نتاجاً لاكتشافات علمية عدة في مجال البث الإشعاعي والصورة المتحركة، ففي عام 1927، قدم العالم الأمريكي فيلكس بيتيرسون أول بث تلفزيوني باستخدام أنابيب الكاثود، بينما كان الباحث جون بيرد في بريطانيا أول من أرسل إشارات تلفزيونية من خلال الأسلاك، مما يعد خطوة هامة نحو مفهوم التلفزيون الحديث.
وفي الأربعينات والخمسينات، أصبح التلفزيون تقنية منتشرة بشكل تدريجي، وأصبح متاحاً للبث العام في العديد من البلدان، وفي هذه الفترة، كان التلفزيون يقتصر على بث البرامج بالأبيض والأسود، بينما كانت التجارب مستمرة لإنتاجه بالألوان منذ عام 1928.
التلوين (1950 – 1970)
بعد تداعيات الحرب العالمية الثانية، ووفاة البريطاني جون بيرد الذي قدّم عروضاً كثيرة للتلفزيون الملون قبل اعتماده رسمياً، انتقلت التجارب إلى أمريكا، وفي أوائل الستينات، قدمت الشركات الأمريكية أول بث تلفزيوني بالألوان، ليشكل هذا ثورة حقيقية في طريقة تقديم المحتوى المرئي.
التلفزيون الرقمي (1980 – 2000)
مع بداية التسعينات، دخل التلفزيون مرحلة جديدة من التطور مع ظهور التلفزيون الرقمي والقنوات الفضائية، إذ أسهمت هذه التقنيات في تحسين جودة الصورة والصوت، وتمكن المشاهد من متابعة مجموعة واسعة من القنوات المتخصصة، فقد أصبح البث الفضائي متاحاً وبدأ استخدام الستالايت في معظم أنحاء العالم، مما سمح بانتشار قنوات فضائية عالمية.
التلفزيون عالي الدقة (HD) (2000 إلى 2010)
في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، ظهرت تقنية التلفزيون عالي الدقة (HD)، والتي قدمت صورة أكثر وضوحاً وتفاصيل دقيقة، إضافة إلى تحسين الصوت بشكل ملحوظ، وتطورت التقنيات أيضاً لتشمل البث عبر الإنترنت من خلال منصات مثل يوتيوب ونتفليكس، التي بدأت في تغيير الطريقة التي يستهلك بها الناس المحتوى التلفزيوني.
البث عبر الإنترنت والبث التفاعلي (2010 – 2020)
في العقدين الأخيرين، بدأ البث عبر الإنترنت يأخذ زمام القيادة، مما أحدث تحولًا كبيراً في صناعة التلفزيون، ونشأت منصات أصبحت تهيمن على كيفية استهلاك الجمهور للمحتوى.
التلفزيون 4k و 8k (2020 – وقتنا الحاضر)
وفي العقد الحالي، بدأ التلفزيون يتجه نحو دقة عرض أعلى، مما يوفر للمشاهدين صوراً أكثر وضوحاً وتفاصيل فائقة الدقة، كما أن الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) أصبحا جزءاً من تجربة المشاهدة في بعض التطبيقات.
ومع دخول الشاشات الذكية، والتطبيقات عالم التلفزيون، بات الناس أمام حرية مشاهدة أوسع، بعيداً عن القيود المهنية والأخلاقية التي تفرضها القنوات التلفزيونية على المحتوى، وأصبح لدى كل فرد حرية اختيار المحتوى الذي يتابعه وفي الوقت الذي يراه مناسباً.