زياش يواصل معاناته في تركيا وسط سهام الانتقادات اللاذعة

الكاتب : انس شريد

24 نوفمبر 2024 - 08:30
الخط :

تحوّل أداء حكيم زياش، اللاعب المغربي الشهير الذي طالما اعتُبر أحد أبرز نجوم الكرة العربية والأفريقية، إلى نقطة نقاش وجدل واسع بين الجماهير والنقاد على حد سواء.

وبات زياش، الذي تألق في الملاعب الأوروبية في وقت سابق مع أياكس الهولندي، يجد نفسه اليوم في موقف صعب مع فريقه الجديد غلطة سراي التركي، حيث تراجع أداؤه بشكل لافت، وأصبح مادة للسخرية والانتقاد بسبب سلسلة من الأخطاء والفرص الضائعة.

أحدث هذه اللحظات المخيبة للآمال جاءت خلال مباراة غلطة سراي ضد بودروم سبور ضمن الجولة 13 من الدوري التركي. ففي لحظة مثالية أمام المرمى الخالي، وبعد تمريرة متقنة من زميله النيجيري فيكتور أوسيمن، أخطأ زياش بشكل غريب في تسجيل هدف بدا للجميع أنه لا يُهدر.

بدلاً من أن يسكن الكرة الشباك، سددها بعيدًا إلى السماء، مما أثار موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت اللقطة بشكل كبير ودفعت المشجعين إلى التشكيك في قدراته.

لم يكن هذا الخطأ مجرد لحظة عابرة، بل أصبح رمزًا لحالة عدم التوازن التي يعاني منها زياش في الآونة الأخيرة.

وطالب عدد من مشجعي غلطة سراي، الإدارة بإنهاء عقد اللاعب المغربي، معربين عن دهشتهم من استمرار الاعتماد عليه، خاصة أن أداؤه بات يفتقر إلى التركيز والجودة التي عُرف بها سابقًا.

وحتى الصحافة الرياضية لم توفره من الانتقادات، حيث وصف موقع "أفريكا فوت" هذه الحادثة بأنها "انتكاسة جديدة" في مسيرة اللاعب مع غلطة سراي، معتبرًا أن زياش لم يعد يقدم ما يليق بتاريخه الكبير أو بطموحات النادي التركي.

رغم أن خطأ زياش لم يؤثر على نتيجة المباراة التي انتهت بفوز غلطة سراي بهدف وحيد سجله ميشي باتشوايي في الدقيقة 54، إلا أن لحظة إهدار الفرصة استحوذت على اهتمام الجماهير والإعلام أكثر من هدف الفوز.

وتساءل البعض: هل فقد زياش شغفه بكرة القدم، أم أن المشكلة أعمق من ذلك وتكمن في علاقته بمدربه أوكان بوروك، الذي بات يعتمد عليه بشكل محدود منذ بداية الموسم؟

وتشير الاحصائيات إلى أن زياش شارك هذا الموسم في ثماني مباريات فقط، كان معظمها كبديل، وقدم تمريرة حاسمة واحدة فقط.

هذه الإحصائيات تبدو متواضعة للغاية بالنسبة للاعب كان يُعد من أبرز الأسماء على الساحة الدولية. كما أن العلاقة المتوترة بين زياش ومدربه تضيف مزيدًا من الغموض حول مستقبله مع الفريق.

هناك إحساس عام بأن المدرب لا يثق في إمكانياته كما كان الحال في السابق، مما قد يفتح الباب أمام رحيله أو إبعاده عن التشكيلة الأساسية بشكل دائم.

في خضم هذه الأزمات، ظهرت تقارير تشير إلى احتمال اعتزال زياش اللعب الدولي مع المنتخب المغربي، وهو أمر أثار تساؤلات كبيرة بين الجماهير المغربية.

على الرغم من أن زياش لم يُدلِ بأي تصريح رسمي بهذا الخصوص، إلا أن الأداء المتراجع والغياب عن الأضواء زادا من التكهنات حول ما إذا كان هذا القرار قيد الدراسة.

الأزمة التي يعيشها زياش ليست مجرد أزمة فنية داخل الملعب، بل تبدو أعمق من ذلك.

فاللاعب الذي كان يعتبر ركيزة أساسية في المنتخب المغربي، وخاصة خلال مسيرة الفريق المميزة في كأس العالم، يمر الآن بمرحلة حرجة قد تحدد مصيره في السنوات المقبلة.

إذا استمر الأداء على هذا النحو، فقد يجد زياش نفسه مضطرًا لإعادة النظر في مسيرته بالكامل، سواء على مستوى الأندية أو على المستوى الدولي.

ويتساءل لجماهير والمحللون الآن: هل يتمكن حكيم زياش من استعادة بريقه الذي جعله يومًا ما أحد أفضل اللاعبين في القارة الأفريقية، أم أن الوقت قد حان للبحث عن خيارات جديدة تعيد له التركيز والثقة؟ الإجابة على هذا السؤال ستتضح في الأشهر المقبلة، لكنها ستعتمد بشكل كبير على إرادة اللاعب نفسه وقدرته على تجاوز هذه المرحلة الصعبة.

آخر الأخبار