تعالت المخاوف من العزوف السياسي خلال الانتخابات المقبلة في ظل "اضطراب" الأوضاع السياسية والفعل السياسي، وتزايد تبادل الاتهامات بين الأغلبية والمعارضة، إذ تتهم هذه الأخيرة الأغلبيةَ بالهيمنة السياسية فيما تتهم الأغلبية المعارضة بالتشكيك في أداء الحكومة والتشويش عليها والاساءة لها بترويج معطيات تؤثر على سمعتها.
التخوف من العزوف عبر عنه صراحة الوزير في حكومة عزيز أخنوش، محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، على هامش تقديم مشروع الميزانية الفرعية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل.
بنسعيد أعرب عن قلقه من احتمال عزوف المغاربة عن التصويت في الانتخابات المقبلة.
وأشار إلى أن غياب النقاش السياسي قد يؤدي إلى تكرار سيناريو 2007، حيث كان الإقبال على صناديق الاقتراع ضعيفاً.
وأوضح بنسعيد أنه أثار هذا الموضوع في اجتماع مجلس الحكومة وناقشه مع المسؤولين في القطب العمومي، وعبر بشكل صريح عن قلقه من هذه الواقع ومستقبله.
محدودية البرامج السياسية
واستعرض بنسعيد واقع البرامج السياسية في الإعلام العمومي، لافتا إلى أن القناة الثانية تبث برنامجاً سياسياً واحداً أسبوعياً، فيما تقدم القناة الأولى برنامجين سياسيين.
وذكر أن القطب العمومي يمتلك في المجمل ثلاث برامج سياسية فقط، معتبراً أن هذا العدد غير كافٍ لتلبية حاجيات النقاش السياسي في البلاد.
وأكد الوزير أن غياب الضيوف، سواء من الأغلبية أو المعارضة، يشكل تحدياً رئيسياً أمام استمرار هذه البرامج، حيث أشار إلى تلقيه اتصالات من مسؤولي القنوات بهذا الخصوص.
وأضاف أنه يعمل شخصياً على دعم إطلاق المزيد من البرامج السياسية لتعزيز النقاش العام.
تواصل الحكومة والأغلبية
وأكد بنسعيد أهمية استجابة المسؤولين والسياسيين لدعوات الصحفيين، مشيراً إلى أن على السياسيين بذل الجهود للحضور والمشاركة في النقاشات الإعلامية.
وتطرق الوزير إلى تجربته الشخصية برفضه الظهور في برنامج إذا كان النقاش سيقتصر عليه دون مشاركة طرف آخر، داعياً إلى حوارات ومواجهات بناءة تعزز النقاش الديمقراطي.
مقارنة بالإعلام الدولي
وفي مقارنة مع تجارب دول أخرى، أوضح بنسعيد أن ممثلي الأغلبية والمعارضة يظهرون بشكل يومي على القنوات الإخبارية في تلك الدول، مما يساهم في تحفيز النقاش السياسي.
ولفت إلى أهمية تطوير الإعلام العمومي المغربي، مشيداً بدور قناة "ميدي 1" رغم أنه يعتبر غير كافٍ مقارنة بالممارسات الدولية.
كما أكد أهمية الاستثمار في الإذاعات التي تحظى بشعبية واسعة بين المغاربة.
الإعلام الخاص شريك
وأشار الوزير إلى أن الإعلام الخاص والإذاعات يشكلان أدوات قوية لتعزيز التواصل مع المواطنين، مشدداً على ضرورة استثمار هذا الحضور الإعلامي لضمان نقاش سياسي قوي يعكس تطلعات المواطنين ويساهم في تحسين المشاركة السياسية.