حديقة الحيوانات عين السبع.. بين حلم الترفيه وكابوس الأسعار

الكاتب : انس شريد

26 نوفمبر 2024 - 08:30
الخط :

في وسط الدار البيضاء، حيث تتشابك الأصوات والآمال، تظل حديقة عين السبع للحيوانات حلماً ينتظر التحقق، مثيرة بذلك فضولًا لا ينضب وحواراً لا يهدأ بين السكان والمسؤولين.

وصار المشروع الذي بدأ كفكرة طموحة لإعادة إحياء معلم تاريخي وثقافي، اليوم محور جدل واسع بسبب التأجيلات المتكررة والتحديات المالية التي تواجهه.

في عام 2014، وقّع المشروع أمام الملك محمد السادس بوعد بتحويله إلى وجهة سياحية متميزة تجمع بين الترفيه والتعليم والتنوع البيئي.

ومع ذلك، ورغم مرور عقد من الزمن، لا تزال بوابات الحديقة مغلقة، ووعود الافتتاح تتبدد وسط نقاشات محتدمة حول تسعير التذاكر وإمكانية استفادة جميع فئات المجتمع من خدماتها.

وتمثل الحديقة، التي ستضم أكثر من 300 حيوان من 75 نوعاً مختلفاً، موروثاً ثقافياً للمدينة، يعود تاريخها إلى أكثر من 80 عاماً.

لكنها الآن تواجه تحدياً جديداً: قرار رفع رسوم الدخول إلى 80 درهماً للبالغين و50 درهماً للأطفال عند افتتاحها المتوقع في 2025.

وأثار القرار انتقادات واسعة، حيث عبّر كريم الكلايبي، النائب الأول لرئيس مقاطعة عين السبع، في حديثه للجريدة 24، عن قلقه العميق من تأثير هذه الأسعار على العائلات محدودة الدخل، مشددًا على أهمية الحفاظ على هذا المشروع الترفيهي في متناول الجميع.

وأكد الكلايبي أن الحديقة ليست مجرد مشروع ترفيهي، بل منصة تعليمية وتراثية يجب أن تستمر في خدمة المجتمع بشكل عادل.

وبدلاً من زيادة الأعباء على الزوار، دعا المتحدث ذاته، إلى البحث عن بدائل تمويل مبتكرة، مثل الشراكات مع القطاع الخاص أو تنظيم فعاليات خاصة يمكنها تعزيز الإيرادات دون المساس بمصلحة الزوار.

وقد تعاقدت جماعة الدار البيضاء مع شركة "دريم فيلاج" للإشراف على إدارة الحديقة، ملتزمة بتزويدها بالحيوانات خلال ستة أشهر من استلام التمويل، وضمان معايير صارمة للحفاظ على صحة الحيوانات وسلامة الزوار.

كما ستقوم الشركة بتوفير مجموعة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية التي تمثل قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا، بما في ذلك مزرعة تعليمية ومصحة بيطرية ومطاعم ومساحات للنزهة.

ولكن مع تحديد رسوم دخول تصل إلى 120 درهماً للبالغين بحلول عام 2034، وفرض رسوم إضافية على خدمات مثل مواقف السيارات، يبقى السؤال: هل ستظل الحديقة مكاناً متاحاً للجميع، أم ستتحول إلى وجهة نخبوية محصورة بفئات معينة؟

بينما ينتظر سكان الدار البيضاء بفارغ الصبر يوم الافتتاح، تظل الحديقة رمزاً للأمل والإحباط معاً.

الأمل في رؤية المشروع يعيد تعريف الترفيه والتعليم في المدينة، والإحباط من التحديات التي قد تجعل هذا الحلم بعيد المنال للكثيرين، بسبب ارتفاع تكلفة الدخول.

آخر الأخبار