بين وفاء المغرب وإغراء بلجيكا.. هل يفتح الواحدي الباب أمام "الشياطين الحمر"؟

يعيش اللاعب المغربي زكرياء الواحدي، نجم جينك البلجيكي، هذه الأيام حالة من الترقب والانتظار، حيث بات محط اهتمام المنتخب البلجيكي الذي ينظر إليه كأحد الخيارات المتاحة لتعزيز صفوف "الشياطين الحمر".
في تصريحاته الأخيرة لقناة "DAZN" البلجيكية، أشار الواحدي إلى أن القرار بشأن تمثيل منتخب بلجيكا لم يُحسم بعد، لكنه لم يغلق الباب تمامًا أمام هذا الخيار، مما فتح باب التكهنات حول مستقبله الدولي.
وأكد الواحدي، الذي يحمل الجنسيتين المغربية والبلجيكية، أنه يشعر بالفخر للاهتمام الذي يبديه الجهاز الفني للمنتخب البلجيكي بقيادة المدرب دومينيكو تيديسكو، خاصة مع تقديمه مستويات مميزة في الدوري البلجيكي.
وعبر الواحدي عن سعادته بكونه محط أنظار منتخب كبير مثل بلجيكا، لكنه أقر في الوقت ذاته بصعوبة اتخاذ القرار النهائي.
ويبدو اللاعب الذي سبق له تمثيل المغرب في العديد من المناسبات الكبرى، مثل بطولة كأس إفريقيا تحت 23 سنة والألعاب الأولمبية، ممزقًا بين وفائه لبلده الأصلي المغرب وفرصة جديدة قد لا تتكرر للعب مع منتخب يُعد من أقوى المنتخبات الأوروبية.
الواحدي قال بوضوح: "لعبت للمغرب في كأس إفريقيا والألعاب الأولمبية، والانتقال الآن لبلجيكا ليس خيارًا سهلًا"، مضيفًا أن القرار النهائي بشأن تمثيل بلجيكا أو المغرب يحتاج إلى وقت وتفكير عميق.
ما يزيد من صعوبة القرار هو أن الواحدي حقق نجاحات مع المنتخب المغربي، حيث توج مع منتخب أقل من 23 سنة بكأس إفريقيا وحصل على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024.
هذه الإنجازات جعلت من الواحدي واحدًا من أبرز المواهب المغربية الصاعدة، لكن الإغراءات القادمة من الجانب البلجيكي تجعله في موقف لا يُحسد عليه.
على الرغم من تصريحاته التي أشارت إلى عدم اتخاذ قرار نهائي، فإن نبرة الواحدي تحمل شيئًا من الإعجاب بفكرة تمثيل بلجيكا.
فهو يصف فكرة استدعائه للمنتخب البلجيكي بـ"الجميلة"، لكنه يعود ليؤكد أن هذا الخيار ليس سهلاً على الإطلاق.
وفي الوقت الذي أقر فيه بأنه قد يجد نفسه أمام معضلة في حال استدعائه رسميًا، أوضح أيضًا أن التركيز الحالي ينصب على مسيرته مع فريقه جينك.
وقد ألمح المدرب البلجيكي تيديسكو، في تصريحات سابقة إلى أن الواحدي قد يكون ضمن حساباته للمباريات القادمة، مشيدًا بأدائه المتألق في الدوري البلجيكي.
هذه الإشادة من مدرب منتخب أوروبي كبير لم تأت من فراغ، بل جاءت نتيجة المستوى الثابت الذي يقدمه اللاعب مع فريقه جينك، حيث بات يعتبر واحدًا من الأعمدة الأساسية للفريق.
ومع اقتراب موعد التوقف الدولي في مارس القادم، يزداد الضغط على الواحدي لاتخاذ القرار النهائي.
ويدرك اللاع أن الوقت قد حان لحسم مستقبله الدولي، سواء بالاستمرار مع المغرب أو الانتقال إلى بلجيكا، لكنه في الوقت نفسه يُفضل التريث وعدم التعجل في اتخاذ خطوة قد تكون حاسمة في مسيرته.
ما يزيد من إثارة هذه القضية هو الترقب الذي يُحيط بها من قبل جماهير الكرة المغربية والبلجيكية على حد سواء.
ففي المغرب، يُنظر إلى الواحدي كأحد المواهب التي يمكن أن تقود المنتخب في السنوات القادمة، في مركز الظهير الأيسر خاصة بعد النجاحات التي حققها في الفئات السنية.
بينما في بلجيكا، يرى الكثيرون أن انضمامه قد يُشكل إضافة قوية لخط الوسط في المنتخب الذي يسعى لتحقيق الألقاب في المستقبل القريب.
الجماهير الآن في انتظار ما ستسفر عنه الأشهر القليلة المقبلة، في ظل توقعات بأن الواحدي سيواجه ضغوطًا من الجانبين لاتخاذ القرار.
سواء استمر مع المغرب أو انتقل إلى بلجيكا، فإن هذه القضية ستحدث ضجة في أوساط كرة القدم، ليس فقط لكونها ترتبط بلاعب موهوب، بل أيضًا لأنها تعكس حجم التحديات التي يواجهها اللاعبون ذوو الأصول المزدوجة في تحديد ولائهم الدولي.