شبح الحرمان من الميركاتو الشتوي يُهدد الرجاء

تتزايد الضغوط بشكل كبير على إدارة نادي الرجاء الرياضي لكرة القدم بعد قرار العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية بمنع النادي من تعزيز صفوفه خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة.
هذا القرار جاء كضربة قاسية للنادي، الذي يعاني منذ سنوات من أزمات مالية خانقة، ازدادت تعقيداً مع تراكم الديون والنزاعات المالية، التي بلغت قيمتها مليار و400 مليون سنتيم، وفق التقارير الرسمية.
الديون المتراكمة تشمل مستحقات عدد من اللاعبين السابقين الذين لجأوا للقضاء للحصول على حقوقهم، أبرزهم الحارس مروان فخر، والمدافعين مروان الهدهودي وعبد الإله مذكور، إلى جانب عدد من وكلاء اللاعبين الذين لم يحصلوا على عمولاتهم المستحقة.
هذه القضايا رفعت من وتيرة الضغوط القانونية والمالية على النادي، مما أدى إلى صدور هذا القرار الذي يضع مستقبل الرجاء على المحك.
في مواجهة هذا الوضع، تعمل إدارة النادي بقيادة المكتب المديري على محاولات مكثفة لإيجاد حلول عاجلة. تشمل هذه الجهود التواصل مع الأطراف المتضررة من أجل التوصل إلى تسويات مالية، فضلاً عن البحث عن دعم مالي من مستثمرين أو داعمين للنادي.
لكن هذه المحاولات تواجه صعوبة كبيرة، خصوصاً مع ضيق الوقت واقتراب فتح سوق الانتقالات الشتوية، ما يجعل المهمة شبه مستحيلة إذا لم يتم التحرك بسرعة وبفعالية.
وتلقي الأزمة الحالية، بظلالها على الأداء الفني للفريق، الذي يعاني من تراجع واضح في المستوى.
ولم يُخفِ المدرب البرتغالي ريكاردو سابينتو، استياءه من الوضع، حيث عبّر علناً عن حاجته لتدعيم الفريق بصفقات جديدة خلال الفترة المقبلة إذا أراد النادي استعادة توازنه وإنقاذ موسمه الكروي.
ويُعَد هذا المطلب مشروعاً، بالنظر إلى البداية الكارثية للرجاء في الموسم الجاري، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.
الجماهير الخضراء، التي تُعَد واحدة من الأكثر تأثيراً في المشهد الكروي المغربي، أظهرت غضبها من تدهور الأوضاع داخل النادي. مطالبهم بالإصلاح العاجل زادت من الضغوط على الإدارة، التي تجد نفسها في مواجهة مفتوحة مع التحديات الإدارية، القانونية، والرياضية.
هذا الوضع يدفع الجميع إلى التساؤل حول قدرة النادي على تخطي هذه المرحلة الحرجة واستعادة مكانته كأحد عمالقة الكرة الإفريقية.
وتمثل الأزمة الحالية اختباراً حقيقياً لمرونة النادي وقدرته على تجاوز العواصف التي تهدد مستقبله.
ورغم الضبابية التي تخيم على الوضع، يبقى الأمل قائماً لدى عشاق الرجاء بأن يتمكن ناديهم من تجاوز هذا النفق المظلم بفضل تاريخه العريق وإرثه الكروي الكبير.