بركة: تخفيض الضرائب لم يُتخذ منذ 14 عامًا.. والصحراء المغربية قضية وطنية بامتياز

أثار نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، اليوم السبت، الكثير من الاهتمام خلال كلمته التي ألقاها في اجتماع المجلس الوطني للحزب.
في بداية خطابه، بدأ بتأكيده على أن حزب الاستقلال، في كل مرة شارك فيها في الحكومة، لعب دورًا مهمًا في تحسين الظروف الاقتصادية للمواطنين.
وقد أشار إلى أن الحزب، خلال فترة وجوده في الحكومة، كان دائمًا يتخذ خطوات لتخفيض الضرائب على الدخل وزيادة الأجور، مما أدى إلى تحسين القدرة الشرائية للمواطنين.
هذه الإجراءات كانت دائمًا جزءًا من رؤيته لتحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية.
وأضاف بركة أن مشروع قانون المالية لعام 2025 يتضمن خطوات كبيرة لصالح المواطنين، خصوصًا تخفيض الضريبة على الدخل، وهو الإجراء الذي لم يُتخذ منذ 14 عامًا عندما كان عباس الفاسي وزيرًا أولًا للحكومة.
كما أشاد بالإعفاء الكلي الذي تم تطبيقه مؤخرًا على معاشات المتقاعدين من الضريبة على الدخل، واصفًا هذه الخطوة بأنها ضرورية لتخفيف العبء المالي عن فئة مهمة من المجتمع.
وأشار إلى أن هذه الخطوة ستشهد توسعًا مستقبليًا بعد إصلاح أنظمة التقاعد، لتشمل المزيد من المستفيدين.
خلال كلمته، أشار بركة إلى نجاحات الحكومة السابقة تحت قيادة حزب الاستقلال، والتي تضمنت إعفاءً جزئيًا لمعاشات المتقاعدين بنسبة 80%.
وبيّن أن تخفيف العبء الضريبي عن المتقاعدين يُعد أولوية للحزب، حيث يرى أن هذه الفئة تستحق الدعم والحماية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم.
وفي سياق حديثه عن الشؤون الوطنية، تطرق بركة إلى ملف الوحدة الترابية، مبرزًا أهمية القرار الأممي الجديد الذي صدر مؤخرًا عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد أن هذا القرار يعزز المسار السياسي تحت إشراف مجلس الأمن الدولي ويعتمد على آلية "الموائد المستديرة" التي تجمع جميع الأطراف المعنية بالنزاع، مما يدعم التوجه نحو الحل السياسي الواقعي القائم على التعاون والتوافق.
وأضاف أن الانعطافة الدبلوماسية التي شهدتها المملكة المغربية في قضية الوحدة الترابية لم تكن إلا نتيجة للرؤية الملكية الحكيمة التي وضعها الملك محمد السادس.
وقد أشار إلى خطب الملك، ولا سيما تلك التي ألقيت في المناسبات الوطنية مثل الذكرى 46 للمسيرة الخضراء والذكرى 69 لثورة الملك والشعب، حيث أكد جلالة الملك على أهمية قضية الصحراء المغربية كمحدد أساسي للعلاقات الدولية للمغرب، ومقياس لصداقات المملكة وشراكاتها الدولية.
بركة أشار أيضًا إلى الإنجازات الدبلوماسية التي تحققت في الآونة الأخيرة، بما في ذلك اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، وهما دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن الدولي، بمغربية الصحراء.
هذا الاعتراف، حسب بركة، يعد منعطفًا تاريخيًا يعزز موقف المغرب على الساحة الدولية، ويؤكد مصداقية مقترح الحكم الذاتي كحل نهائي للنزاع تحت السيادة المغربية.
كما لفت إلى الدعم المتزايد من الدول الأوروبية لمغربية الصحراء، حيث أعلنت أكثر من 20 دولة من الاتحاد الأوروبي دعمها لهذا المقترح، وكان آخرها هنغاريا التي تتولى حاليًا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي.
وأضاف أن أكثر من 112 دولة حول العالم تؤيد هذا الحل، مما يثبت تزايد التأييد الدولي لموقف المغرب في هذا الملف.
وأشار بركة إلى أن هذا الدعم الدولي الواسع لمغربية الصحراء لا يقتصر فقط على أوروبا وأمريكا الشمالية، بل يشمل أيضًا تراجع العديد من دول أمريكا اللاتينية عن مواقفها السابقة المؤيدة للانفصاليين.
وأبرز أن دولًا مثل بنما والإكوادور قد أعادت النظر في مواقفها، مما يعكس تحولا كبيرا في الديناميات السياسية المتعلقة بالنزاع حول الصحراء.
وفي نهاية كلمته، أكد بركة أن المغرب سيواصل السير قدمًا في تعزيز وحدته الترابية من خلال الدبلوماسية القوية والسياسات التنموية التي تركز على تحسين حياة المواطنين في الأقاليم الجنوبية.
هذه الرؤية الشاملة للتنمية، حسب بركة، تُعتبر عاملًا رئيسيًا في تعزيز موقف المغرب على الساحة الدولية وجعل الصحراء المغربية جزءًا لا يتجزأ من النمو الاقتصادي والازدهار الوطني.