"عزيز غالي".. "أحمد ويحمان" وآخرون.. يعلم الله فظاعة آلام يتامي "إيران" و"بشار الأسد"

سمير الحيفوفي
لا أحد يعلم فظاعة الآلام التي تعتمل في نفوس يتامى الدولة الصفوية ممن يعيشون بين ظهراني المغاربة، مثل "عزيز غالي" و"أحمد ويحمان"، وغيرهما، وهم يتابعون اندحار نظام البعث الذي حكم سوريا لـ50 سنة، وانتهاء عهد "بشار الأسد"، الذي استأسد على شعبه بدعم إيران مقيت.
وأصبح يتامى إيران، اليوم الأحد، على صاعقة نزلت على رؤوسهم، وهم يعاينون دولة الفرس وهي تلملم خسائرها وتفقد محور لبنان وسوريا، بعدما تسيَّدت البلد الأول عبر حزب الشيطان، والثاني عبر "بشار الأسد"، ولهي صدمة ما بعدها صدمة انبطح لها هؤلاء، لحد جعلهم يتمترسون بالصمت، ويلجمون ألسنتهم التي طانت تلهج بدولة المُلاَّ.
وبدا لمريدي النظام الفارسي، ويتقدمهم المدعوان "عزيز غالي" و"أحمد ويحمان"، أن إيران ليست غير فقاعة سرعان ما تلاشت، وبأن النظام البعثي السوري الذي ساندوه طويلا وهللوا له مرضاة لإيران، انهار وانهارت معه أمانيهم وتحليلاتهم الرديئة، وهم يشهدون توضع مشهد جديد في الشرق الأوسط.
وإذ سقط الطاغية التي أذاق الشعب السوري الويلات منذ خروجهم إلى الشارع في 15 مارس 2011، وانهال على رؤوسهم ببراميل الكيماوي، فإن بعض الوقائع تبصم على أن سدنة الشر من اليسار، لم تكن تبتغي الانتصار للديمقراطية وللحقوق وإنها كانت مطبعة مع ديكتاتور فرَّ من سوريا بعدما اشتد الكر وتخلت عنه إيران، وتركته وحيدا شريدا.
ولعل من بين الوقائع، وما يثير في سدنة الشر التي تعيش بين المغاربة، ما كان قرره "عزيز غالي"، الذي يصف نفسه بـ"رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" و"خالد السفياني" الذي يقدم نفسه كرئيس لما يسمى "المؤتمر القومي الإسلامي"، والمدعو "احمد يوحمان"، وجمعيات يسارية من تجمهر، في فبراير 2023، أمام السفارة الأمريكية في الرباط للمطالبة بإسقاط العقوبات الأمريكية على "بشار الأسد".
وإذ كان الجميع يرى فيما يقوم به "بشار الأسد" بشاعة وفظاعة تؤهله ليكون مجرم حرب، قتّل ونكّل بالسوريين وحول لملمتهم إلى شتات وجعلهم ينزحون إلى بلدان الجوار لاجئين، فإن "عزيز غالي" و"خالد السفياني" و"أحمد ويحمان"، ومن يغرد في سربهم، كانوا يرونه حملا وديعا وديمقراطيا، ليتبدى للجميع البون الشاسع بين ما يدعيه هؤلاء من شعارات وبين حقيقة الأمر القائلة أنهم مع من تؤازره إيران ولو كان الشيطان نفسه.
لقد هربت "إيران" من سوريا ومن لبنان هروب الجرذان من السفينة الآيلة للغرق.. وإيران تركت دُماها لتلقى مصيرها.. تركت "السيد حسن"، كما يتشدق بذلك "عزيز غالي"، ليموت تحت الأنقاض بعدما دكت الأرض دكا بقصف إسرائيلي، وتركت "بشار الأسد" ليلقى مصيره بعدما دخلت المعارضة إلى العاصمة السورية دمشق، وكان حسب الإيرانيين فقط أن يعاينوا أحرار سوريا يقتحمون سفارة بلادهم ويستبيحونها بعدما أفردت للطاغية حماية انكشف أنها واهية.
والحاصل أن مريدو الدولة الصفوية من المندسين بين المغاربة، يعيشون أحلك أيامهم، ويذرفون الدمع الهتون، على ما أصابهم، وعلى مراهنتهم على نظام شيطاني، كان يبغي للعرب التفرقة، ولا يألُ جهدا لتمزيق المغرب، وقد تحالف مع نظام عسكري مارق في جارة السوء، هو حتما تضع رموزه أياديها على قلوبها، وهي تعاين "بشار الأسد"، الذي تمسحوا به كثيرا يهرب ويترك سوريا للسوريين، ولو أن مصيره لم يعرف لحد الآن.