نقص أدوية الأطفال يهدد حياة الآلاف.. والبرلمان يدق ناقوس الخطر

تشهد الصيدليات والمستشفيات في المغرب نقصًا حادًا في أدوية الأطفال الضرورية، وهو الأمر الذي أثار قلقًا واسعًا بين الأسر والمختصين في القطاع الصحي.
ويتعلق هذا النقص بأدوية حيوية تُستخدم لعلاج أمراض الأطفال الحرجة، ما يزيد من مخاطر تعرض المرضى لمضاعفات خطيرة قد تصل في بعض الحالات إلى فقدان الحياة.
ويزداد القلق مع اعتماد الأطباء في حالات الطوارئ على هذه الأدوية لإنقاذ حياة الأطفال، مما يجعل غيابها من السوق تحديًا حقيقيًا يهدد حياة العديد من المرضى الصغار.
في هذا السياق، عبرت العديد من الأسر عن استيائها من الوضع الراهن، حيث يجدون أنفسهم عاجزين عن تأمين الأدوية التي يحتاجها أطفالهم، وخصوصًا الأدوية التي تُستخدم في العناية المركزة أو تلك التي تساهم في علاج أمراض خطيرة ومزمنة.
وتتخوف هذه الأسر من تدهور الحالة الصحية لأطفالهم، خاصة وأن بعض هذه الأدوية قد لا يكون له بديل متوفر في السوق.
البرلمان بدوره لم يبقَ بعيدًا عن هذا الموضوع، حيث تدخلت النائبة البرلمانية عن الفريق الاشتراكي-المعارضة الاتحادية، حياة لعرايش، بتوجيه سؤال كتابي إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مطالبةً بتوضيحات عاجلة حول النقص المقلق في عدد من الأدوية المهمة للأطفال.
وأكدت لعرايش أن الأزمة تشمل أدوية ضرورية مثل الصوديوم والبوتاسيوم، نيكاردبين، ميثيل بريدنيسولون (40 ملغ)، سولوميدرول، نور أدرينالين، الجلوكوز 30/، الكورتيزون، أميكاسين (ليكاسين)، فانكوميسين (25 ملغ)، ألفا والأموكسيسيلين بالحقن.
وأوضحت لعرايش في سؤالها أن هذا النقص يمثل تهديدًا مباشرًا لصحة الأطفال، خاصة وأن هذه الأدوية تُستخدم في حالات الطوارئ وفي الأمراض المزمنة التي تتطلب تدخلًا سريعًا وفعالًا. و
وشددت على أن العواقب قد تكون وخيمة إذا استمر هذا النقص لفترة أطول، حيث قد يؤدي إلى زيادة نسبة الوفيات بين الأطفال الذين يعانون من أمراض خطيرة.
وتساءلت النائبة البرلمانية وزارة الصحة: هل من تدابير عاجلة لضمان الحصول على هذه الأدوية الحيوية بصورة مستقرة ومستمرة في السوق؟
الأسر التي تعاني من هذا الوضع بدأت بالتوجه إلى مواقع التواصل الاجتماعي لطلب المساعدة والمشاركة في نشر الوعي حول خطورة النقص.
ووجه العديد منهم نداءات إلى الوزارة الوصية عن القطاع للتحرك بسرعة لحل هذه الأزمة، حيث أصبحت الخيارات المتاحة محدودة، إما الانتظار الطويل للحصول على الدواء أو البحث عنه في السوق السوداء بأسعار خيالية.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال حول مدى استعداد الوزارة لاتخاذ التدابير اللازمة لحل هذا النقص وضمان استمرار توفر الأدوية في جميع أنحاء البلاد.
وستكون الأيام القادمة، حاسمة في معرفة ما إذا كانت الجهود المبذولة ستكون كافية لتجنب كارثة صحية تهدد حياة العديد من الأطفال.