وثائق استخباراتية تفضح العلاقة الإرهابية التي جمعت بين النظام العسكري الجزائري و"بشار الأسد"

سمير الحيفوفي
صارت تتكشف العلاقات القوية التي جمعت النظام العسكري الجزائري ونظام "بشار الأسد"، وقد ارتأى الأخير الالتفاف على مطالب الشعب السوري في التحرر من قبضة الطاغية باستلهام التجربة الجزائرية، في تخوين المعارضة واتهامها بالإرهاب، لضمان استدامة التغول على العباد والبلاد.
وكما تفضح وثائق سرية، جرى الكشف عنها، وهي عبر عن مراسلات استخباراتية، العلاقة بين النظامين، فإنها تحيل على الأساليب القذرة التي اعتمدها نظام الـ"كابرانات"، ضد ما تعرف في الجزائر بـ"جبهة الإنقاذ الإسلامية"، التي كانت ظفرت بتشريعيات 1992.
وفي التفاصيل ما يفيد على لسان "شفيق مصباح"، الذي يشغل حاليا منصب مستشار للرئيس الجزائري الصوري "عبد المجيد تبون"، إذ وكما نقل عنه تقرير للمخابرات السورية، مرفوع إلى مدير "المخابرات العامة" السورية، أن النظام العسكري لجأ إلى تشويه صورة المعارضة عبر اتهمها بالإرهاب، من أجل سحب البساط من تحتها، والقضاء بالمرة على المعارضة.
وتفيد التقارير التي جرى الإفراج عنها من أرشيف المخابرات السورية، أنه وفي 2011، وبعدما استشعر "بشار الأسد"، خطورة على حكمه بسبب "الربيع العربي"، فإن نسخ التجربة الجزائرية، كانت مبتغى به، وقوامها مجابهة "جبهة الإنقاذ الإسلامية"، وشيطنتها أمام العالم، بنسب أعمال عنف قام بها النظام ضد الجزائريين إلى أعضائها، لأجل وصمهم والجبهة بالإرهاب.
ورأى النظام السوري، فيما عرفته الجزائر من حرب قذرة أقامها النظام العسكري الجزائري ضد "جبهة الإنقاذ الإسلامية"، والتي انتهت بوأد المعارضة وكل ثورة تروم التخلص من قبضة العسكر، ما جعله جاثما على صدور السوريين، لـ13 سنة، أخرى إلى حين فر هاربا، بعدما تقوت المعارضة واستطاعت دحره من دمشق.
وانفضحت عبر الوثائق المسربة، العلاقة القوية التي جمعت بين نظامين إرهابيين، استقويا على شعبيهما، عبر التدليس كما حدث حينما استطاع النظام الجزائري، تغيير معالم معارضة انقلاب عسكري إلى قضية تتعلق بالإرهاب، وبالتالي شيطنة المعارضين وتخويف الشعب الجزائري، الذي لا يزال تحت رحمة العسكر.
يشار إلى أن خلاصة التجربة الجزائرية التي استهوت نظام "بشار الأسد"، ندت عن فم "شفيق مصباح"، ضابط المخابرات الذي ازداد في 1949، وأنهى تكوينه بإجراء العديد من التربصات العسكرية، ليلتحق كصحفي بالإذاعة والتلفزة الجزائرية، حيث كان المبعوث الدائم لها بباريس في1971، ثم التحق بالجيش الجزائري حيث ترقى إلى رتبة عقيد وبعد خروجه من الجيش عينه تبون مديرا للوكالة الجزائرية للتعاون الدولي ثم مستشارا له.