أكادير: توقيع اتفاق لفتح خط تجاري بحري يذيب صعوبات النقل ويختصر المسافة

أمينة المستاري

 وقعت الشركة البريطانية " أطلس مارين" في شخص مديرها غريغوري دارلين ، ورئيس جهة سوس ماسة كريم أشنكلي، اتفاقا لفتح خط تجاري بحري يربط ميناء أكادير بميناء داكار، يتم بمقتضاه نقل البضائع والأشخاص بشكل مباشر، ويتولى نقل الشاحنات المحملة بالخضر نحو السنيغال رفقة سائقيها ليواصلوا رحلتهم نحو دول أفريقيا أخرى وتوصيل حمولتهم من الخضر والفواكه الطازجة.

الاتفاق يروم تعزيز التجارة بين المغرب والقارة الأفريقية عبر البحر، وتسهيل نقل شاحنات البضائع وحمولاتها، وهو ما سيعزز الروابط الاقتصادية والتجارية بين المغرب ودول غرب إفريقيا، وكذا تحسين ظروف النقل التي تتم عبر شبكة الطرق، بشكل مكلف، فوق بنية طرقية غير ملائمة أحيانا، وسيقلص من زمن الرحلة التي كانت تتجاوز أحيانا 36ساعة من أكادير نحو داكار.

وقد أوضح مدير الشركة الإنجليزية "غريغوري دارلين"، أن المسافة سيتم تقليصها إلى حدود ثلاث ساعات، بعدما كان يستغرق بين 8 إلى 9 ساعات، ومن شأن هذا الاتفاق أن يؤمن حياة السائقين وينمي الاقتصاد، وتشكل آفاقا جديدة للمستوردين والمصدرين.

من جهته، أعلن إدريس بوتي، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب لسوس ماسة، عن قرب افتتاح خطوط بحرية جديدة بين أكادير ووجهات إفريقية أخرى بالساحل الأفريقي تمثل 300 مليون نسمة، في انتظار أن  تفتتح خطوط بين دول أفريقية أخرى كالكامرون وساحل العاج، إلى جانب خطوط بين المغرب وإسبانيا، إضافة إلى إنشاء خط مستقبلي سيربط بين أكادير / كاديس/ بورتموند  وبين أكادير وأوربا...

ويعتبر هذا الحل بديلا للنقل البري وتجاوزا للتحديات التي يواجهها عبر الكركرات، ناهيك عن التكاليف المرتفعة الناجمة عن أسعار الوقود، ومخاطر السلامة على الطرق، والتآكل الميكانيكي للشاحنات...من خلال تقديم بديل بحري.

وأكد الموقعون على الاتفاق أن هذا الحل يمثل فرصة لتحسين تنافسية الصادرات المغربية،  وتجاوز العراقيل المستجدة التي يفرضها العبور عبر موريتانيا، وفي اتجاه مجموعة من دول جنوب الصحراء من لاسيما الرفع المزاجي لرسوم الدخول إلى التراب الموريتاني، والاكتظاظ عند بلوغ مصالح الجمارك والذي قد يؤخر الشاحنات لمدة تصل في المجل 24 ساعة ما يؤثر على جودة وطراوة المنتوج، ويطيل مدة توصيل البضائع إلى الزبائن، كما أنه سيفتح منفذا واسعا عبر المحيط الأطلسي ليخلق التنوع التجاري بين البر والبحر.

ويعتبر المهنيون بسوس أن سوق غرب أفريقيا نشطة والطلب على المنتوجات المغربية كبير جدا، وأنها فرصة مميزة من أجل التنمية التجارية بتسهيل إمكانية الوصول واختصار ساعات الرحلة، معتبرين هذه المبادرة خطوة ديبلوماسية بامتياز، من خلال التعاون التجاري المغربي الأفريقي.

وتشتهر شركة "أطلس مارين" بخبرة كبيرة في مجال الملاحة البحرية، من حيث احترام معايير الجودة، ونظام إدارة السلامة، بعد تجربة تصل 26 سنة من الخبرة. وستستخدم هذه الشركة البريطانية سفنا من نوع  RoRo-Passagers (ROPAX) ما سيمكن من  نقل البضائع والأشخاص كما ستمكن من نقل الشاحنات، محملة ببضائعها رفقة السائقين.