"Le point": الطيور على أشكالها تقع.. فهل سيلقى "كابرانات" الجزائر نفس مصير "جزار دمشق"؟

الكاتب : الجريدة24

17 ديسمبر 2024 - 01:00
الخط :

هشام رماح

"الطيور على أشكالها تقع"، هكذا علقت مجلة "Le Point" الفرنسية، على العلاقة المريبة التي جمعت لسنوات بين النظام العسكري الجزائري والنظام السوري الديكتاتوري، الذي حكم الشام بالدم والحديد لمدة تنيف عن 53 سنة، وقد نبشت في ما جمع بين النظامين على مدى عقود، وشكل عقيدة موحدة لهما ضد العرب وشعبيهما، بما ينذر بسقوط وشيك لنظام الـ"كابرانات".

ولم تجد المجلة الفرنسية مناصا غير تحذير النظام العسكري الجزائري، من الاحتراز لتجنب مصير النظام البعثي في سوريا التي تخلصت من الأسد إلى الأبد، إذ خصصت افتتاحية بقلم "LUC DE BAROCHEZ" للتأكيد على أن نظام الـ"كابرانات"، أصبح الآن، يعيش عزلة عربية بعدما سقط آخر حلفائه الديكتاتوريين، وبات النظام الديكتاتوري الوحيد بين العرب.

ووفق كاتب الافتتاحية، فإن النظام القائم في الجارة الشرقية، أقام علاقات وطيدة مع نظام الأسد منذ استيلاء الأب "حافظ" على السلطة في سوريا، وتسلمها ابنه "بشار" بعد وفاته، والذي استمر على نهج والده فقتّل ونكّل بشعبه في تجسيد مرير لديكتاتورية، لم تكن تحظى بالاحترام إلا عند رموز السلطة في الجارة الشرقية، الذين أقاموا علاقات قوية معه، بالاعتماد على العقيدة القومجية الناصرية البائدة.

وأوردت الافتتاحية التي جرت عنونتها بـ"الدرس السوري للجزائر"، بأن نظام الـ"كابرانات" وجد نفسه وحيدا بعدما تفكك نظام الأسد القريب منه والذي كان يقدره عاليا، كما كشف آخر بلاغ صدر عن وزارة الخارجية الجزائرية، ساعات قليلة فقط قبل هروب "بشار الأسد"، وتحرر السوريين من قبضة حزب البعث الذي حكم الشام بالدم والحديد لأزيد من 53 سنة.

وحسب "Le Point" فإن النظام العسكري الجزائري، هو واحد من أندر الأنظمة التي غاظها سقوط "بشار الأسد" الذي وصفته المجلة الفرنسية بـ"جزار دمشق"، محيلة على أن سقوط الطاغية السوري أضعق الموقف الاستراتيجي للجزائر ودفع بها نحو مأزق جيو سياسي.

ولفتت المجلة الفرنسية الانتباه إلى أن النظام العسكري الجزائري لطالما كان حليفا مخلصا لديكتاتورية "حافظ" و"بشار" فيما كان يعرف بـ"نظام الأسد" في سوريا، لكن الجزائر الآن تجد نفسها محرومة من شريك كان قريبا منها بل عزيزا عليها، لحد يجعل "كابراناتها" يتهيبون من سوء المنقلب الذي قد يلقونه، مثلما آل الحال بآل الأسد في سوريا.

وإذ يتآلف نظام "الأسد" في سوريا في كثير من الأوجه مع النظام العسكري القائم في الجزائر، وانكشف حجم التعاون الوثيق بينهما، وسعيهما للتغطية عن بعضهما البعض والتطبيع الدائم مع الجرائم التي اقترفوها في حق شعبيهما، تساءلت "Le Point" على حسابها على منصة "X"، إن كانت الجزائر ستلقى نفس مصير سوريا؟

آخر الأخبار