أرقام مقلقة حول الشيخوخة والخصوبة بالمغرب

قدم شكيب بنموسى، المندوب السامي للتخطيط، معطيات مقلقة سيكون لها ما بعدها، ويتعلق الأمر بتباطؤ النمو السكاني في المغرب وانخفاض معدل الخصوبة
وشدد شكيب بنموسى، الذي كان يتحدث في ندوة تقديم معطيات الاحصاء العام للسكان والسكنى، اليوم بالرباط، على أن المغرب شهد في السنوات الأخيرة تباطؤاً ملحوظاً في النمو السكاني، وهو ما يعكس تحولات ديموغرافية مهمة على مستوى البلاد.
ووفقاً لبيانات مندوبية التخطيط، فإن معدلات النمو السكاني انخفضت تدريجياً منذ عام 2004 مع استمرار انخفاض معدل الخصوبة، مما يلقي بظلاله على التوازن السكاني والاقتصادي والاجتماعي.
استمرار انخفاض معدل الخصوبة
وأظهرت الإحصائيات أن معدل الخصوبة في المغرب يواصل انخفاضه التدريجي، حيث بلغ 2.19 طفل لكل امرأة في عام 2024، مقارنة بـ 2.25 طفل في 2014. ويرجع هذا الانخفاض إلى عدة عوامل، أبرزها، ارتفاع معدل التحاق النساء بالتعليم، والتوسع في برامج تنظيم الأسرة، والتحولات الاجتماعية والاقتصادية التي دفعت نحو تأجيل سن الزواج والإنجاب.
النمو السكاني في المغرب: أرقام ومعطيات
وأظهرت الإحصائيات أن عدد سكان المغرب بلغ 36.828.330 نسمة في عام 2024، بمعدل نمو سنوي بلغ 0.85%، وهو انخفاض ملحوظ مقارنة بالسنوات السابقة.
وفي عام 2004، كان معدل النمو السكاني 1.38% وتراجع إلى 1.25% في عام 2014.
تباين النمو السكاني بين الجهات
وأكد بنموسى أنجهة الدار البيضاء-سطات سجلت أعلى نسبة سكانية بمعدل 23.1% من مجموع السكان، تليها جهة الرباط-سلا-القنيطرة بنسبة 16.2%، ثم جهة فاس-مكناس بنسبة 12.7%.
وفي المقابل، فإن الجهات الجنوبية مثل كلميم-واد نون والداخلة-وادي الذهب سجلت معدلات نمو سكاني منخفضة نسبياً.
ونبه التقرير إلى أن تباطؤ النمو السكاني في المغرب يعكس تطوراً ديموغرافياً إيجابياً من ناحية السيطرة على معدلات الزيادة السكانية، لكنه يطرح في المقابل تحديات تتعلق بالشيخوخة السكانية، الامر الذي يفرض على صناع القرار التفكير في طريقة وتوليفة للحفاظ على التوازن بين معدلات الولادة ومتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ويعد الاستثمار في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم والاقتصاد أمراً ضرورياً لضمان تحقيق تنمية مستدامة وتوازن ديموغرافي مستقبلي.