تحولات كبرى.. 21.6% من الأسر بالمدن تُعيلها نساء وانخفاض الأمية إلى 24.8%

شهد المغرب خلال العقد الأخير تغيرات اجتماعية واقتصادية عميقة، انعكست بوضوح على بنية الأسر ودورها في المجتمع.
وكشفت نتائج الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2024 عن معطيات مثيرة للانتباه، أبرزها ارتفاع نسبة الأسر التي تعيلها نساء، حيث قفزت هذه النسبة من 16.2% سنة 2014 إلى 19.2% سنة 2024.
ويعكس هذا الارتفاع التحولات التي طرأت على الديناميات الأسرية والأدوار الاجتماعية للمرأة، والتي باتت تلعب دورًا أكثر أهمية في قيادة الأسرة، خاصة في الوسط الحضري، حيث بلغت النسبة 21.6%، مقارنة بـ14.5% في الوسط القروي.
وأشار المندوب السامي للتخطيط، شكيب بنموسى، خلال ندوة صحفية عُقدت للإعلان عن هذه النتائج، إلى أن عدد الأسر في المغرب بلغ 9,275,038 أسرة في سبتمبر 2024، مقابل 7,313,806 أسر سنة 2014، مما يعكس معدل نمو سنوي متوسط قدره 2.4%.
وحسب المتحدث ذاته، فإن معدل نمو الأسر فاق معدل نمو السكان الذي بلغ 0.85% فقط، ما أدى إلى انخفاض متوسط حجم الأسرة من 4.6 فرد سنة 2014 إلى 3.9 فرد سنة 2024.
وشمل هذا الانخفاض الوسطين الحضري والقروي، مما يُبرز تغيُّرًا في نمط العيش المغربي.
وتطورت بنية الأسر بشكل ملحوظ، وفقا للمتحدث ذاته، حيث ارتفعت نسبة الأسر الصغيرة المُكونة من شخص واحد من 7.2% سنة 2014 إلى 11.1% سنة 2024.
كما ارتفعت الأسر المكونة من شخصين أو ثلاثة أشخاص من 26.1% إلى 31.7%، بينما تراجعت الأسر الكبيرة المكونة من أربعة أفراد أو أكثر من 66.7% إلى 57.2%، وفقا لتقرير شكيب بنموسى.
هذه الأرقام تُشير إلى تغير في طبيعة العلاقات الأسرية، وتزايد استقلالية الأفراد في تأسيس أسر صغيرة.
من جانب آخر، كشف المتحدث ذاته، عن تسجيل انخفاض واضح في معدل الأمية، حيث تراجع من 32.2% سنة 2014 إلى 24.8% سنة 2024، مع تسجيل تحسن ملحوظ في الوسط القروي وخاصة بين النساء.
وتُعد هذه الأرقام مؤشراً على الجهود الوطنية المبذولة في محاربة الأمية وتعزيز التعليم.
وبحسب نتائج الإحصاء، فإن 99.2% من السكان المتعلمين الذين تبلغ أعمارهم 10 سنوات فأكثر يعرفون القراءة والكتابة باللغة العربية، بينما يجيد 1.5% القراءة والكتابة بالأمازيغية بحرف تيفيناغ.
أما اللغات الأجنبية، حسب بنموسى، فقد حافظت الفرنسية على مكانتها كأكثر اللغات انتشارًا بين المتعلمين، تليها اللغة الإنجليزية، التي تزداد شعبيتها تدريجيًا.
وتطرقت النتائج أيضًا إلى مؤشرات أخرى تعكس التحولات الاجتماعية، فقد انخفض معدل الإعاقة بشكل ملحوظ، وارتفعت نسبة الأسر التي تتمتع بالتغطية الصحية إلى 70% على المستوى الوطني.