حملة إصلاح كبرى تجوب مقاطعات الدار البيضاء.. الأرصفة تتحرر والأزقة تُزفت

تشهد مدينة الدار البيضاء هذه الأيام موجة تحركات مكثفة وغير مسبوقة من قبل السلطات المحلية والجهات المنتخبة، حيث تسابق الزمن للرد على الشكاوى المتكررة من السكان بشأن الوضع المتردي للبنية التحتية في الأحياء والشوارع.
وتأتي هذه الجهود في سياق استعدادات المدينة لاستضافة فعاليات كأس أمم إفريقيا العام المقبل، ما يجعل تحسين المظهر العام والرفع من جودة الخدمات ضرورة ملحّة.
وبدأت الحملة الكبرى بتحرير الأرصفة التي ظلت لسنوات محتلة من طرف أصحاب المقاهي والمحلات التجارية، وهو الأمر الذي طالما أزعج السكان وأعاق حركة الراجلين.
وبفضل توجيهات والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، انطلقت حملات ميدانية شملت إزالة الواجهات العشوائية والكراسي المترامية أمام المقاهي، مما أعاد النظام إلى شوارع المدينة.
بالتوازي مع ذلك، شرعت مقاطعات عديدة في تسريع وتيرة أعمال التهيئة، حيث أطلقت مقاطعة سباتة، بقيادة توفيق كميل، عملية إعادة هيكلة عدد من شوارع المنطقة، حيث يشهد كل من شارع واد الذهب وشارع الساقية الحمراء أشغال الترصيف.
وتُعد هذه العملية خطوة أساسية، نظرًا للحالة المتدهورة التي تعرفها بعض الشوارع، و تأتي ضمن برنامج صيانة البنية التحتية الذي يضعه المجلس.
وتشمل هذه الأعمال إزالة الطبقات التالفة والمتهالكة من الأسطح واستبدالها بأخرى جديدة تمتاز بالصلابة والجودة.
إلى جانب ذلك، يتم تجهيز الشوارع بشبكة حديثة للإنارة العمومية، كما هو الحال في شارع واد الذهب، بالإضافة إلى الإهتمام بالمساحات الخضراء مما يضفي جمالية عليها.
وبعد استكمال الأشغال، يُتوقع أن تساهم الجهود المبذولة في تعزيز سلامة الراجلين، وتسهيل حركة السير، وتحسين مظهر المنطقة بشكل عام.
في حي الوحدة 1 على مستوى مقاطعة سباتة، نظمت السلطات مؤخرا حملة شاملة لإزالة السيارات المهملة والمتلاشيات التي كانت تشوه المنظر العام وتسبب تلوثاً بيئياً للسكان. شملت الحملة، التي نُفذت تحت إشراف باشا الدائرة ورئيس مقاطعة سباتة، إزالة المحلات العشوائية غير المرخصة واسترجاع الملك العام. وقد أثمرت هذه الجهود عن تنظيف شامل للمنطقة ونقل المركبات المهملة إلى المحجز البلدي.
كما لعبت شركة النظافة المحلية دوراً محورياً في جمع النفايات وتنظيف الأزقة، مما أعاد الحياة إلى الحي وأعاد الأمل للسكان في تحسين جودة حياتهم.
مقاطعة الفداء انخرطت أيضاً في هذه الدينامية، حيث تشرف حاليا مصلحة الشؤون التقنية بصيانة وتثبيت حجارة الأرصفة المتضررة وصباغة الطوار في مختلف الشوارع.
كما تم التنسيق مع الشركة الجهوية المتعددة الخدمات لمعالجة شكاوى السكان المتعلقة بتجديد قنوات الصرف الصحي وشبكات المياه الصالحة للشرب. هذه الجهود لم تقتصر على البنية التحتية فقط، بل امتدت لتحسين مظهر المقاطعة وإبراز معالمها بطريقة أكثر جاذبية.
وفي مقاطعة المعاريف، قام رئيس المجلس عبد الصادق مرشد بزيارة ميدانية لحي شنتيمار لمتابعة سير أشغال التزفيت، كما شهد حي palmier وأحياء أخرى أعمال التشوير الأرضي وتحرير الملك العمومي بمشاركة الشرطة الإدارية.
هذه الجهود جاءت لتحسين الحركة المرورية وضمان سلامة الراجلين، إضافة إلى تحسين المظهر العام للمقاطعة.
وكانت مقاطعة سيدي برنوصي بدورها حاضرة في المشهد، حيث أطلقت الجهات المنتخبة قبل مدة عمليات تزفيت واسعة شملت شارع سعيد بن صالح وشارع أحمد الكرناوي، إضافة إلى أحياء كتافة وطارق والمعازيز.
كما تركزت الجهود على تجهيز الشوارع بالإنارة العمومية، استكمال التشجير، وتحسين ظروف العيش للسكان. وقد استحسن سكان المنطقة هذه الخطوات التي أظهرت حرص السلطات على معالجة المشاكل القديمة.
وتعكس الحركة الإصلاحية التي تشهدها الدار البيضاء رغبة الجهات المنتخبة في تحقيق نقلة نوعية في جودة البنية التحتية وتحسين المظهر العام للمدينة.
وبينما يشعر السكان بالتفاؤل إزاء هذه الجهود، تبقى الأنظار متجهة نحو مدى استدامة هذه الإصلاحات وقدرتها على مقاومة التحديات المستقبلية، في ظل الحاجة إلى صيانة دائمة ونظام يحافظ على المكتسبات المحققة.