مستقبل الرقمنة في المغرب.. فرص أم تهديد؟

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

22 ديسمبر 2024 - 03:00
الخط :

كشفت النسخة الثانية للمناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة، عن التحديات التي تواجه التنمية الترابية بسبب التحول الرقمي.

وشدد المشاركون في المناظرة التي عقدت يوم السبت في طنجة، على ضرورة الإسراع في التحول الرقمي لتعزيز التنمية الترابية في مختلف الجهات المغربية.

تحديات التحول الرقمي

ونبه المشاركون في ورشة العمل التي تناولت موضوع "التحول الرقمي للجماعات الترابية، رافعة لترسيخ الحكامة الترابية وتعزيز المشاركة المواطنة"، إلى أن التحول الرقمي لا يمكن تحقيقه من دون توفر بنية تحتية رقمية متكاملة، ما يستدعي تنسيق الجهود بين الجهات المختلفة، سواء كانت محلية أو إقليمية، بالإضافة إلى الشراكات مع الدولة والشركاء الدوليين.
وأكدت مباركة بوعيدة، رئيسة مجلس جهة كلميم واد نون، على أن التحول الرقمي يواجه تحديات كبيرة، بما في ذلك ضرورة توفير الكفاءات البشرية المتخصصة، إذ أشارت إلى أن الشباب المغاربة يمتلكون مهارات تقنية كبيرة، الأمر الذي يتطلب توجيههم وتدريبهم لاستغلال تلك المهارات في تنمية الجهات المختلفة.

استراتيجيات رقمية

وأكدت بوعيدة على ضرورة وضع استراتيجيات رقمية شاملة تتماشى مع خصوصيات كل جهة من خلال التخطيط الجهوي الخاص بالتحول الرقمي.
وأضافت أن تنفيذ هذه الاستراتيجيات يتطلب توافر آليات تنسيق فعالة بين مختلف الأطراف المعنية على المستوى المحلي والجهوي لضمان تحقيق تحول رقمي فعال.

من جهته، استعرض محمد بوعرورو، رئيس مجلس جهة الشرق، جهود الجهة في تعزيز التحول الرقمي، حيث أشار إلى إبرام عدة اتفاقيات تعاون تتعلق بالرقمنة، بما في ذلك اتفاقيات لإنشاء مراكز برمجة وشراكات لدعم البحث العلمي وتطوير الذكاء الاصطناعي.
وأكد على أن تجربة مدينة بركان تعد نموذجاً رائداً في هذا المجال، حيث حققت تقدماً ملحوظاً في تطبيق منظومة رقمية متكاملة تسهم في تحسين إدارة الخدمات العامة وتعزيز الحكامة المحلية.

السيادة الرقمية

من جانبه، أكد خالد سفير، المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير، على ضرورة إحداث تغيير جذري في النهج المتبع لتحقيق التحول الرقمي.
وأشار إلى أهمية إعادة هيكلة المسارات الإدارية لتحقيق التنسيق بين المنصات الرقمية المختلفة. كما شدد على أن السيادة الرقمية وحماية المعطيات الشخصية يجب أن تبقى من أولويات تصميم وإدارة هذه المنصات.

دور البرنامج الإنمائي

وفي سياق متصل، شددت إيلاريا كارنيفالي، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المغرب، على أهمية تبني مقاربة شاملة لمواكبة التحول الرقمي، مشيرة إلى أن الرقمنة تتجاوز الجانب التقني لتشمل مجالات الحكامة وحقوق الإنسان.
وأكدت على ضرورة إنشاء أنظمة رقمية محلية قادرة على دعم المؤسسات العمومية وتعزيز المشاركة المواطنة.

آخر الأخبار