"عبد المجيد تبون".. هاوٍ يردد ما يلقَّن ويهوي بمنصب "الرئيس" في الجزائر إلى الحضيض

هشام رماح
لا جديد تحت الشمس في الجزائر، فهناك الأمور لا تزال على حالها ففيها "عبد المجيد تبون"، الرئيس الصوري، مثل ببغاء يردد ما يُلقََّن ويهوي بالمنصب الرئاسي إلى الحضيض، ويستغل بدفع من الـ"كابرانات" كل مناسبة لتأليب الشعب الجزائري على المغرب ولتبرير فشل النظام العسكري في المضي بالجارة الشرقية، بإلقاء اللوم على فرنسا.
وفضح "عبد المجيد تبون"، كيف أن النظام الجزائري لا يلوي على تغيير ولا ينوي تبديل جلده، وقد انقض من جديد، في خطاب ألقاه، أمس الأحد أمام البرلمان، على قضية الصحراء المغربية، محاولا تبرير مناوراته والعسكر الأجلاف، الذين زجوا به في قصر "المرادية"، لتمزيق المغرب بحثا عن منفذ على المحيط الأطلسي على ظهور انفصاليين يوظفهم ويغدق عليهم مقدرات البلاد لترجمة أماني متلاشية لخصوم الوحدة الترابية المغربية.
ولم يَشُذََّ الرئيس الصوري عن ديدنه، فقد راح يعبث بالكلام متخبطا من هول مصابه ومصاب الـ"كابرانات"، بعدما أعلنت فرنسا التي ظل يتمسَّح بها، اعترافها الصريح وبلا لبس بمغربية الصحراء وبأن القضية تعد ضمن مشتملات أمن المملكة الشريفة، فقد تمادى بعدما غَشِيَه من فرنسا ما غَشيَه، في مهاجمة مبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب في 2007، وليوجه سهام النقد إلى فرنسا التي طالما اعتبرها الـ"ماما"، وتعنَّت بقربه منها.
ولما انجلى الحق، أصبحت فرنسا العدو للنظام العسكري الجزائري، فقد سحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليوز الماضي بعدما تبنى "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي للصحراء المغربية سيادة المملكة، وها هنا تحولت فرنسا من بلد صديق إلى "مستعمر" نكَّل بالجزائريين وقتَّل فيهم، في لعب سافر من جديد بورقة الذاكرة التي يتقنها النظام المتباكي في جارة السوء.
وإذ لا يزال النظام العسكري الجزائري يقتات من الماضي، قال الرئيس الصوري الجزائري، أمام ما يعرفون في الجارة الشرقية بـ"نواب المجلس الشعبي الوطني" و"أعضاء مجلس الأمة"، موجها كلامه لفرنسا التي احتلت الجزائر 132 سنة، وظلت راعية للنظام القائم فيها "من يقول تركنا الجزائر جنة، فليعلم أن الأمية بلغت 90 في المائة وسط الشعب الجزائري غداة الاستقلال.. لقد ترك الاستعمار الجزائر خربة".
وعاد الرئيس الصوري الذي أعيد انتخابه لولاية ثانية في شتنبر 2024، بعد مسرحية انتخابية سمِجَة، إلى مهاجمة فرنسا، بسبب موقفها الداعم لمغربية الصحراء، في تغيير واضح للمواقف وقد قال إن "عليهم الاعتراف بتقتيل وذبح الجزائريين، يدّعون الحضارة وفي الوقت نفسه يفتخرون بسلب جماجم على أنها غنائم... إننا نطالب بتنظيف النفايات النووية بمواقع تجاربها في صحرائنا".
وكما أن المناسبة كانت سانحة، لم يفوتها "عبد المجيد تبون"، ليبدي ضحالة فكره وضآلته ليكون رئيسا، بعدما أمعن في شتم "بوعالم صنصال"، الروائي الجزائري الفرنسي، في تصريف منه لأسلوب منحط يتبناه والـ"الكابرانات" العجائز الذين جعلوا منه رئيسا دون أن يكون أهلا لذلك.
وبذل الرئيس الصوري كل المساعي ليهاجم الروائي الجزائري الفرنسي، 80 عاما، والذي اعتقل في 16 نونبر 2024، بسبب ما أعلنه من حقائق تاريخية ثابتة، على قناة "Frontières"، كون فرنسا اقتطعت أراض من المملكة المغربية وألحقتها بمستعمرتها الجزائر، وبأن الأخيرة لم يكن لها وجود قبل الاستعمار الفرنسي، فأصبح قائل الحق "خائنا"، ومدعاة لمهاجمة الـ"ماما"، من جديد بالقول "أرسلتم لنا خائنا لا يعرف أباه ليقول لنا إن نصف الجزائر ملك لدولة أخرى".