أزمة داخلية تعصف بالوداد.. هل حان وقت الإصلاحات الجذرية؟

الكاتب : انس شريد

31 ديسمبر 2024 - 08:30
الخط :

أشعلت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها فريق الوداد الرياضي أمام المغرب الفاسي بنتيجة 4-1، في المباراة التي جرت السبت الماضي ضمن الجولة السادسة عشرة من البطولة الاحترافية، موجة غضب عارمة في صفوف الجماهير.

هذه الخسارة التي وصفها البعض بـ"القاسية والمذلة" لم تكن مجرد تعثر عادي في مسار الفريق، بل أثارت جدلاً واسعًا حول الأداء الفني والتسيير الإداري ومستقبل النادي الذي يُعد أحد أعمدة كرة القدم المغربية.

وعبرت الجماهير الودادية، المعروفة بولائها الكبير لفريقها،  عن استيائها بشكل علني وواسع، مُحمّلة المسؤولية لعدة أطراف.

البداية كانت من المدرب رولاني موكوينا، الذي تعرض لانتقادات لاذعة بسبب إدارته للمباراة.

في الوقت نفسه، لم يسلم رئيس النادي هشام أيت منا من غضب الجماهير، التي اعتبرته المسؤول الأول عن الأزمة الحالية. الانتقادات طالت سياسة التعاقدات التي اتبعها النادي خلال فترة الانتقالات الصيفية، حيث رأى المشجعون أن معظم اللاعبين الذين تم التعاقد معهم لم يكونوا على مستوى تطلعات الفريق.

بالإضافة إلى ذلك، وجهت الجماهير اتهامات لأيت منا بعدم الوفاء بالوعود التي قطعها بشأن تطوير الفريق وتحقيق استقرار إداري وفني. هذه الاتهامات تعززت بعد إخفاقه في عقد اجتماعات مع جمعية قدماء لاعبي الوداد رغم الاتفاق على ذلك في أربع مناسبات، مما زاد من حالة الاحتقان داخل النادي.

منخرطو النادي لم يقفوا مكتوفي الأيدي، حيث أصدروا بياناً رسمياً انتقدوا فيه بشدة ما وصفوه بـ"التسيب الإداري والتقني" الذي يعاني منه الوداد.

وأشار البيان إلى أن هذه العشوائية ألحقت ضرراً كبيراً بصورة الفريق، الذي يعتبر أحد أعرق الأندية المغربية وأبرز ممثلي الكرة الوطنية على المستوى القاري والدولي.

في ذات السياق، عبّر كريم الكلايبي، أحد منخرطي النادي، عن خيبة أمله مما آل إليه حال الفريق، واصفاً الوضع الحالي بأنه "غير مسبوق".

في تصريح صحفي توصلت به الجريدة 24 بنسخة منه، قال الكلايبي إنه انتظر طويلاً أملاً في أن تتحسن الأمور، لكنه بات يشعر بأن الصمت لم يعد خياراً، خاصة بعد الهزيمة الأخيرة.

وانتقد الكلايبي أداء المدرب، الذي قال إنه ما زال يبدو "غير مدرك لما يريده"، معتبراً أن طريقة تسييره للمباريات تُظهر ضعفاً واضحاً في التعامل مع ضغوط المنافسة.

ولم تصريحات الكلايبي لم تتوقف عند انتقاد المدرب فقط، بل طالت أيضاً عدداً من اللاعبين الذين وصفهم بأنهم لا يرقون إلى مستوى فريق بحجم الوداد.

وأشار إلى أن التعاقدات الأخيرة، خاصة مع لاعبين مثل البرازيليين والجنوب إفريقي موثيبا، تعكس ضعفاً واضحاً في سياسة الانتقالات.

كما أبدى استغرابه من استمرار التعاقد مع لاعبين غير جاهزين بدنياً وفنياً، معتبراً أن هذه الصفقات لا تخدم الفريق وتساهم فقط في استنزاف ميزانيته.

الهزيمة الأخيرة أعادت إلى السطح مطالب الجماهير بإجراء تغييرات جذرية على مستوى الإدارة والجهاز الفني، بل وحتى على مستوى اللاعبين.

وتتزايد الدعوات لإعادة بناء الفريق من خلال استقدام لاعبين يتمتعون بمستوى عالٍ من الجاهزية والمهارة، بالإضافة إلى البحث عن مدرب يتمتع برؤية فنية واقعية وقدرة على قيادة الفريق في المراحل الصعبة.

المستقبل القريب لن يكون سهلاً على الوداد، حيث يواجه تحديات كبيرة على الصعيدين المحلي والقاري.

وتطالب الجماهير بسرعة التحرك لإنقاذ ما تبقى من الموسم، خاصة أن النادي يواجه استحقاقات مهمة في البطولات القارية والدولية، أهمها كأس العالم للأندية 2025.

ومع تصاعد الغضب الجماهيري، يبدو أن إدارة النادي أمام اختبار حقيقي لإعادة الثقة واستعادة هيبة الفريق.

إذا لم تتم معالجة الوضع الحالي بقرارات جريئة وحاسمة، فقد يجد النادي نفسه في دوامة أعمق من الأزمات، وهو ما لا يمكن لجماهيره، التي لطالما شكلت دعامة أساسية لنجاحاته، تحمله.

آخر الأخبار