نادر لواح.. من أروقة برشلونة المظلمة إلى نجومية دوري الملوك

تجسد قصة نادر لواح، اللاعب المغربي الموهوب، حكاية رياضية ملهمة مليئة بالإصرار، والمثابرة، والتحولات التي قادته من أكاديمية لاماسيا الشهيرة إلى التألق في دوري الملوك بإيطاليا.
لم يكن لواح مجرد اسم عابر ضمن المواهب الصاعدة في أكاديمية برشلونة، بل كان زميلًا لكل من شادي رياض وإلياس أخوماش، اللذين حققا نجاحات كبيرة على المستوى الاحترافي، لكن رحلة لواح أخذت منحى مختلفًا تمامًا.
لم يتمكن اللاعب الشاب من إثبات نفسه في كرة القدم الأوروبية مثل زميليه، لينتقل بعدها للعب مع أندية مغمورة، حيث بدأت تتلاشى الأضواء من حوله.
ومع ذلك، لم يتوقف شغف نادر بكرة القدم، حيث وجد ملاذًا جديدًا في بطولة "دوري الملوك"، الحدث الرياضي المبتكر الذي يفتح الأبواب أمام اللاعبين الموهوبين لتقديم أنفسهم للعالم.
وبرز لواح سريعًا كمفتاح لعب لفريقه "بوركينوس"، وقادهم للتتويج بالبطولة بفضل مهاراته الاستثنائية، ليحصد جائزة "التاج الذهبي" كأفضل لاعب في المنافسات.
عودة أسطورية عبر بوابة المنتخب الوطني
ومع تزايد شهرته بين الجماهير المغربية، حظي لواح بفرصة جديدة للدفاع عن ألوان المنتخب الوطني في دوري الملوك.
كان لحضوره تأثير فوري، خاصة في مباراة لا تُنسى أمام المنتخب الأمريكي في ربع النهائي. المباراة التي شهدت إثارة من البداية حتى النهاية، انتهت بالتعادل 7-7 قبل أن تحسمها ضربات الترجيح لصالح المغرب، بفضل براعة الحارس المغربي وتصديات مبهرة.
من ملامح المباراة التاريخية
المباراة التي استضافتها مدينة ميلانو الإيطالية تميزت بالأجواء الحماسية. افتتح المنتخب المغربي التسجيل في الدقيقة الأولى بتسديدة مذهلة من نادر لواح، ليشعل المدرجات.
لكن المنتخب الأمريكي رد سريعًا، ليجد المغرب نفسه متأخرًا بنتيجة 5-2 في الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني، قلب الأسود الطاولة بأداء بطولي. سجل كل من فؤاد العمراني وأشرف سعود أهدافًا حاسمة، بينما أكمل لواح هاتريك شخصي، مكررًا أداءه البطولي.
هذه العودة المثيرة وضعت المنتخب على عتبة نصف النهائي في البطولة التي تضم منتخبات عالمية.
بطولة مليئة بالتحديات
"دوري الملوك"، بفضل قوانينه المبتكرة ومبارياته المثيرة، خلق تحديات جديدة لجميع المنتخبات المشاركة.
وبدأ المنتخب المغربي مشواره في بطولة "دوري الملوك" بمفاجأة غير متوقعة، حيث تلقى خسارة أمام كولومبيا بأربعة أهداف لهدف، في مباراة كشفت عن صعوبة التأقلم مع القوانين الجديدة للبطولة.
لكن هذه البداية المهزوزة كانت الشرارة التي أشعلت انتفاضة الأسود، ليعودوا بقوة في مواجهاتهم التالية.
في عرض كروي ساحر، أمطر المنتخب شباك أوكرانيا بتسعة أهداف مقابل هدفين، قبل أن يواصل هيمنته بفوز مثير على اليابان بأربعة أهداف لهدفين.
آفاق جديدة للإبداع الرياضي المغربي
بفضل القيادة الملهمة لإلياس المالكي، الذي دعاه جيرارد بيكي للمشاركة، أصبح المنتخب المغربي مثالًا يحتذى به للمنتخبات الأخرى في دوري الملوك.
من لاعبين محترفين كعصام الراقي وزكرياء حدراف وامبارك بوصوفة إلى مواهب شابة كنادر لواح، قدّم المنتخب المغربي أداءً استثنائيًا يبعث الأمل في مستقبل مشرق للرياضة المغربية.
مع تصدر لواح قائمة هدافي البطولة حتى الآن بـ8 أهداف، يصبح من الواضح أن قصته لم تنتهِ بعد.
باتت مسيرته مصدر إلهام للشباب، تؤكد أن الأحلام يمكن أن تتحقق إذا ما وُجد الإصرار والرغبة في تقديم الأفضل.