بنكيران يتهم أخنوش بالاعتداء على الأرامل

الكاتب : انس شريد

19 يناير 2025 - 08:30
الخط :

في خطاب ناري ألقاه خلال الجلسة الافتتاحية للدورة العادية للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية بمدينة بوزنيقة يوم أمس السبت، وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب ورئيس الحكومة الأسبق، اتهامات حادة لرئيس الحكومة الحالي عزيز أخنوش، متهماً إياه بالاعتداء على الأرامل وحرمانهن من الدعم المالي المباشر.

لم يتوقف بنكيران عند هذا الحد، بل توعد أخنوش بالحساب أمام الله بسبب ما اعتبره "ظلمًا" لعدد كبير من المواطنين، مؤكدًا أن تلك السياسات سوف تكون لها تبعات إنسانية وأخلاقية.

وبدأ ابن كيران خطابه بمهاجمة سياسات الحكومة الحالية، مشيرًا إلى أن واحدة من أخطر القضايا التي تتطلب مراجعة فورية هي مسألة دعم الأرامل.

وأضاف أن الحكومة حرمت هذه الفئة من دعمها المالي المباشر، وهو أمر يراه غير إنساني ولا يتماشى مع الوضع الاجتماعي للكثير من الأسر المغربية التي تعتمد على هذا الدعم لتلبية احتياجاتها الأساسية.

وحذر من أن هذه السياسات ستؤدي إلى نتائج غير مأمونة العواقب على المستوى الاجتماعي، مضيفًا أن الحساب سيكون في النهاية أمام الله.

وفي سياق متصل، اتهم ابن كيران الحكومة الحالية بأنها تقوم على ما أسماه "الريع"، موضحًا أن حزب العدالة والتنمية يرى أن الحكومة لا تقدم حلولًا حقيقية لمشاكل الفقراء والمحتاجين، بل تعتمد على ممارسات اقتصادية تضر بالطبقات الهشة في المجتمع.

وقال: "أنتم تجار الريع وتبنون سياستكم على الريع، والتجار لا يعرفون كيف يمنحون المال، يعرفون فقط كيف يأخذونه".

هذه التصريحات تعكس رفضًا صريحًا من ابن كيران لطريقة إدارة الاقتصاد الوطني في ظل الحكومة الحالية، ويركز على ضرورة إعادة النظر في سياسات الدعم الاقتصادي

أما عن الوعود التي أطلقها رئيس الحكومة عزيز أخنوش منذ توليه منصبه في عام 2021، فقد لمّح ابن كيران إلى أن هذه الوعود لم تتحقق على أرض الواقع. وتساءل عن مصير وعد الحكومة بخلق مليون منصب شغل، وهو وعد كان قد أثار الكثير من الجدل عند إعلان أخنوش عنه.

وفي الوقت الذي يعاني فيه المغرب من نسب بطالة مرتفعة وصلت إلى 13.6%، وهي أعلى نسبة منذ عام 2000، فإن ابن كيران يعتبر أن هذه الوعود كانت مجرد محاولات لتهدئة الرأي العام دون أي إجراءات ملموسة لتحسين الوضع.

ووجه كلامه إلى أخنوش قائلاً: "إذا كان من شيء يجب أن يسقط، فهو أن تسقط أنت".

تلك الكلمات تكشف عن عمق الانقسام بين حزب العدالة والتنمية وحكومة أخنوش، وتستعرض بشكل جلي حالة التوتر السياسي الذي يسود الساحة المغربية.

أما على مستوى الحكومة نفسها، فقد وصف ابن كيران المقاربة التي تتبعها الحكومة بـ"السيئة للغاية"، مؤكدًا أن الحكومة لم تكن قادرة على حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها المواطنون.

وحمل الحكومة مسؤولية التدهور الذي يعاني منه الشعب المغربي، موضحًا أنها جاءت لتصلح الأحوال وتوفر للمواطنين ما يحتاجون، لا لتستمر في سياسة الإهمال.

ولفت إلى أن الحكومة لا تبالي بالشعب ولا تهتم بمستقبله، بل تبدو وكأنها جاءت بتفويض من جهة أخرى بعيدًا عن إرادة الشعب المغربي.

آخر الأخبار