بلقشور يكشف أزمات مالية تهدد عمالقة الكرة المغربية رغم مداخيلهم الضخمة

وسط أجواء مشحونة بالانتقادات حول الوضع المالي للأندية المغربية، أكد عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، أن الفرق الكبرى مثل الرجاء والوداد الرياضيين تحقق مداخيل سنوية تتجاوز 10 مليارات سنتيم.

ومع ذلك، فإنها تواجه صعوبات مالية خانقة ناجمة عن تراكم النزاعات والالتزامات المالية، مما يعكس وجود اختلالات جوهرية في التدبير المالي لهذه الأندية التي تُعد من أعمدة كرة القدم الوطنية.

وأوضح بلقشور في حوار تلفزيوني، أن الوضع المالي الحالي لفريق الوداد الرياضي يُعتبر أفضل نسبيًا مقارنةً بنظيره الرجاء، مشيرًا إلى أن التحديات المالية للأندية الوطنية تعود بشكل رئيسي إلى فسخ العقود من طرف واحد.

وكشف أن فريق الرجاء أجرى أكثر من 80 انتدابًا خلال السنوات الخمس الماضية، بينما وصل عدد انتدابات الوداد إلى 92، وهو ما أدى إلى تراكم نزاعات مالية ثقيلة تُعيق تطور هذه الفرق، مما يُبرز ضرورة إعادة النظر في سياسة الانتقالات والتدبير المالي بشكل عام.

أما على صعيد فريق نهضة بركان، فقد أوضح بلقشور أن مداخيله تُعد عادية جدًا مقارنة ببقية الأندية الوطنية، إذ لا تتجاوز ميزانيته السنوية 5 مليارات سنتيم، وهو نصف ميزانية فريق الوداد الرياضي.

واستعرض رئيس العصبة مصادر دخل الفريق البركاني، بما في ذلك مشاركاته المنتظمة في كأس الكونفدرالية الإفريقية، والتي تُمكنه من مداخيل تتراوح بين مليار ومليار ونصف سنتيم سنويًا، إضافة إلى منح ترتيب البطولة وكأس العرش، فضلًا عن دعم مستشهرين محليين ومنح المجالس المحلية والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

وأشار بلقشور إلى أن الفريق البركاني يعتمد على موارد مالية واضحة ومحددة دون اللجوء إلى المال العام أو دعم مؤسسات الدولة، مؤكدًا أهمية الشفافية في تدبير الموارد المالية لضمان استدامة النادي واستمرارية نجاحه على المستوى الوطني والإفريقي.

وعلى النقيض من التحديات المالية التي تواجه بعض الأندية، أشار رئيس العصبة إلى نموذج الجيش الملكي الذي يُعد مثالًا يُحتذى به في الاستقرار المالي والإداري.

وأكد أن ميزانية الفريق، رغم أنها لا تتجاوز 50% من ميزانية فريقي الرجاء والوداد، تعكس حكامة جيدة في التدبير، ما يجعله خاليًا من الأعباء المالية التي تثقل كاهل الأندية الأخرى.

وأشاد بلقشور بالسياسة المتبعة داخل النادي لتحقيق توازن مالي ورياضي، داعيًا بقية الفرق الوطنية إلى الاستفادة من هذا النموذج الناجح.

وفي سياق الحديث عن الدعم المالي للأندية، أوضح بلقشور أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة قدمتا دعمًا بقيمة ملياري سنتيم لفريقي الرجاء والوداد كتعويض عن إغلاق ملعب محمد الخامس للإصلاحات.

وأكد استعداد العصبة لكشف ميزانيات جميع الأندية الوطنية إذا استدعى الأمر ذلك، مبرزًا أن تعزيز الحكامة المالية يجب أن يكون أولوية لضمان استدامة الأندية وتحقيق الأهداف الرياضية المرجوة.

تصريحات بلقشور أثارت تساؤلات حول مستقبل الأندية الوطنية في ظل تزايد الأعباء المالية وضرورة تحسين التدبير المالي.

ومع التحديات الراهنة التي تواجهها بعض الفرق الكبرى، يبقى تعزيز الشفافية والحكامة مفتاحًا لتحقيق التوازن بين الأهداف الرياضية والطموحات المالية للأندية المغربية.