الحبس النافذ للمسن المعتدي على سيدة وطفلتها

في حادثة أثارت موجة غضب واسعة في المغرب، أصدرت المحكمة الابتدائية بتطوان، اليوم الإثنين، حكمًا قضى بالحبس النافذ لمدة خمسة أشهر وغرامة مالية قدرها 500 درهم بحق مسن يبلغ من العمر 80 عامًا.

جاء هذا الحكم بعد ظهوره في مقطع فيديو يوثق اعتداءه العنيف على سيدة ورضيعتها داخل منزل بمدينة تطوان، ما أثار استياءً عارمًا على منصات التواصل الاجتماعي وأوساط الحقوقيين.

وقامت النيابة العامة بمتابعة المتهم بتهمتين رئيسيتين، هما الضرب والجرح بواسطة السلاح في حق امرأة بسبب جنسها، والاعتداء على طفل يقل عمره عن 15 عامًا.

وبدأت الحادثة التي تم تداولها بشكل واسع، عندما تفاعلت ولاية أمن تطوان بشكل جدي مع الفيديو المنشور يوم 16 يناير الجاري، والذي أظهر السلوك العدواني للمسن تجاه السيدة وطفلتها.

وكشفت التحقيقات الأولية التي باشرتها الشرطة أن القضية لم تكن مجرد حادثة عابرة، بل هي ملف جنائي مفتوح لدى مصالح الشرطة بالمدينة.

بناءً على شكاية تقدمت بها الضحية، جرى توقيف المشتبه فيه، وإخضاعه للحراسة النظرية تحت إشراف النيابة العامة. وبعد اكتمال التحقيقات، أُحيل المتهم يوم السبت 18 يناير إلى السجن المحلي بتطوان لاستكمال الإجراءات القضائية.

الفيديو الذي أثار القضية كان صادمًا للعديد من النشطاء والحقوقيين، حيث أظهر لحظات عنيفة عاشتها السيدة ورضيعتها.

وانتشر المقطع كالنار في الهشيم، مما دفع فعاليات حقوقية ونسائية إلى التعبير عن غضبها والمطالبة بإنزال أقصى العقوبات بحق الجاني.

هذه الحادثة سلطت الضوء على معضلة العنف ضد النساء والأطفال في المغرب، ودعت العديد من الجهات إلى تعزيز التدابير القانونية لحماية الفئات المستضعفة وضمان تطبيق العدالة.

إلى جانب الحكم القضائي، أثارت الواقعة نقاشات مجتمعية حول ضرورة العمل على رفع مستوى التوعية بالعنف ضد النساء وتكثيف الجهود لمواجهته.

ومن المنتظر أن تواصل الجهات الحقوقية مراقبة هذه القضية وأمثالها لضمان عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات مستقبلاً، وحماية حقوق النساء والأطفال التي تكفلها القوانين الوطنية والدولية.