بعد جلسة مثيرة.. المعارضة تفشل في إسقاط رئيس مقاطعة عين السبع

في معركة سياسية مشتعلة شهدتها مقاطعة عين السبع بالدار البيضاء، تمكن يوسف لحسينية من الحفاظ على منصبه كرئيس للمقاطعة، رغم المحاولات العديدة لعزله.
جلسة الدورة العادية لشهر يناير، التي عُقدت اليوم الأربعاء 29 يناير 2025، حملت في طياتها الكثير من التوتر والترقب، حيث كانت المعارضة في حاجة إلى 18 صوتًا لإقالة لحسينية، وهو الرقم الذي لم تتمكن من تحقيقه، ما أدى في النهاية إلى استمراره على رأس المقاطعة إلى حين موعد الانتخابات الجماعية المقبلة.
ولم تكن المطالبات بإقالة رئيس مقاطعة عين السبع، وليدة اللحظة، بل كانت محور جدل سياسي واسع خلال الأشهر الأخيرة، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد يرى ضرورة تغييره لضخ دماء جديدة في تسيير الشأن المحلي، ومعارض يعتبر أن خطوة كهذه في منتصف الولاية ستؤدي إلى تعطيل عمل المقاطعة وتعكير استقرارها الإداري.
الجلسة الأخيرة لم تخلُ من المناوشات بين الأطراف المتنازعة، لكنها انتهت بنتيجة حاسمة لصالح لحسينية، الذي خرج منتصرًا في هذه الجولة من الصراع السياسي.
أمام باب المقاطعة، كان المشهد مختلفًا، حيث عبر عدد من سكان عين السبع عن سعادتهم باستمرار لحسينية على رأس المجلس، مؤكدين أن الأولوية بالنسبة لهم ليست تغيير الرئيس، بل إيجاد حلول فعلية للمشاكل التي تعيق تطور المنطقة.
وتتركز مطالب السكان حول تحسين البنية التحتية، توفير مرافق عمومية أكثر كفاءة، ومعالجة القضايا التي تمس الحياة اليومية للمواطنين، وهو ما يجعل التحدي الأكبر أمام لحسينية اليوم ليس فقط الاحتفاظ بمنصبه، بل كسب ثقة الساكنة عبر قرارات وإجراءات ملموسة.
الأغلبية المعارضة، التي كانت تعوّل على هذه الجلسة لتحقيق هدفها بعزل الرئيس، وجدت نفسها أمام واقع مختلف، حيث لم تتمكن من حشد العدد الكافي من الأصوات لإنهاء ولايته.
وكانت الأجواء داخل القاعة مشحونة بشكل غير مسبوق، في ظل التجاذبات السياسية الحادة التي تعيشها المقاطعة، وهو ما انعكس في طريقة تعامل بعض المستشارين مع الجلسات السابقة، حيث لجأ البعض إلى وسائل غير مألوفة في عالم السياسة، وصلت إلى حد إحضار نعش إلى القاعة في الجلسة الماضية، في خطوة ساخرة تهدف إلى السخرية من الرئيس والتعبير عن رفضهم لاستمراره في منصبه.
ورغم المعارضة، فشلها في الإطاحة به خلال هذه الجلسة، قد تلجأ إلى وسائل أخرى للضغط عليه خلال ما تبقى من الولاية، فيما سيكون على لحسينية أن يثبت أنه قادر على تجاوز هذه العاصفة السياسية من خلال إنجازات فعلية على أرض الواقع.