أزمة الإطعام المدرسي تهدد مستقبل أطفال القرى

في قلب المناطق القروية والجبلية بالمغرب، حيث تتلاطم التحديات الجغرافية والاجتماعية، يعيش آلاف التلاميذ واقعاً تعليمياً مليئاً بالصعوبات، يأتي في مقدمتها إشكالات برنامج الإطعام المدرسي.
هذا البرنامج، الذي يُفترض أن يكون شريان حياة للتلاميذ في هذه المناطق النائية، يواجه عقبات جمة تحول دون تحقيق أهدافه النبيلة.
ففي ظل غياب بنية تحتية ملائمة، تعاني المدارس من صعوبات في تخزين وإعداد الوجبات المدرسية بشكل صحي وآمن، مما يهدد جودة الطعام الذي يتناوله التلاميذ.
كما أن صعوبة الوصول إلى بعض القرى والمناطق الجبلية يجعل من عملية نقل وتوزيع المواد الغذائية تحدياً كبيراً، يؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخر وصولها أو تلفها.
وفي خضم هذه التحديات، أثارت النائبة البرلمانية السعدية أمحزون، عن فريق التجمع الوطني للأحرار، قضية إشكالات الإطعام المدرسي، والتي باتت تشكل عائقاً كبيراً أمام حق هؤلاء التلاميذ في تعليم جيد ونمو صحي متوازن.
وفي سؤال كتابي وجهته إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أكدت أمحزون أن تلاميذ الوسط القروي والمناطق الجبلية من نقص حاد في خدمات الإطعام المدرسي، مما يؤثر سلبًا على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي، ويزيد من معدلات الهدر المدرسي.
ونظرًا للأوضاع الاجتماعية الصعبة التي تعيشها العديد من الأسر في هذه المناطق، أبرزت النائبة البرلمانية أنه من الضروري، توفير نصف منحة وجبة الغذاء أصبح ضرورة ملحة لضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ.
وطالبت أمحزون الوزارة بالكشف عن الإجراءات التي تعتزم اتخاذها لضمان حصول تلاميذ الوسط القروي والجبلي على نصف منحة وجبة غذائية يوميًا، تسهم في تخفيف الأعباء عن كاهلهم وتدعم استمراريتهم في التعليم.
وتأتي هذه المطالب في إطار الجهود المتواصلة التي تبذلها الأصوات البرلمانية والنقابية لتحسين أوضاع التلاميذ في المناطق القروية والجبلية، حيث تعالت الدعوات مراراً وتكراراً لتقديم دعم متكامل يضمن حق هؤلاء التلاميذ في تعليم جيد في ظروف اجتماعية وصحية مناسبة.
معتبرين أن توفير وجبة غذائية متكاملة وخدمات نقل مدرسي فعالة ليس مجرد إجراء روتيني، بل هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة وضمان لتحقيق العدالة الاجتماعية في مجال التعليم.
ففي الوقت الذي تعاني فيه هذه المناطق من نقص في الخدمات الأساسية، يبقى التعليم هو الأمل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل أفضل لأطفال المغرب.