هل ينهي "جواز الشباب" أزمات امتلاك السكن؟

جرى اليوم، الخميس، توقيع اتفاقية شراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، بالإضافة إلى مجموعة العمران.
وتروم هذه الاتفاقية منح امتيازات خاصة للشباب المغربي الحامل لجواز الشباب، الراغبين في امتلاك سكن ضمن مشاريع العمران.

تفاصيل الاتفاقية

وقع الاتفاقية كل من وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، وكاتب الدولة المكلف بالإسكان، أديب بنبراهيم، والرئيس المدير العام لمجموعة العمران، حسني غزاوي.

وتتيح الاتفاقية للشباب المغربي، سواء المقيمين داخل البلاد أو خارجها، فرصة الاستفادة من تخفيض بنسبة 5% على جميع المشاريع السكنية التي تقدمها مجموعة العمران، سواء كانت شققًا أو قطعًا أرضية. كما تشمل الاتفاقية تخفيضًا إضافيًا بنسبة 2% في حال وجود عروض خاصة، مما يمكن الشباب من امتيازات مالية مهمة تتراوح بين 15 ألف درهم و100 ألف درهم، وقد تتجاوز ذلك في حالة العقارات التي تفوق قيمتها 2 مليون درهم.

توزيع المشاريع السكنية

وتشمل المشاريع المستفيدة من هذه التخفيضات مختلف جهات وأقاليم المملكة، من بينها مدن فاس، وإفران، ومكناس، وعين توجطات، وتامسنا، وتيفلت، وسلا، والقنيطرة، وسيدي سليمان، والمحمدية، وبوزنيقة، والدار البيضاء، وبوسكورة، وسيدي حجاج، وتيط مليل، ومديونة، والسطات، ولبروج، وحد السوالم، والعيون، وبويزاكرن، وبوجدور، ووجدة، والعروي، وميدلت، وبودنيب، وبولمان دادس، وورزازات، والفقيه بنصالح، ووتدرك، وخريبكة، وبني ملال، وسيدي جابر، ودار ولاد زيدوح، وإمليل، وفم ودي، وواوزيغت، وبولونوار، وقصبة تادلة، والشرافات، والحسيمة، والفنيدق، وتطوان، والقصر الكبير، واليوسفية، وسيدي المختار، وسيدي بوعثمان وتامنصورت.

تسهيلات إضافية للشباب

إلى جانب الامتيازات السكنية، تسعى هذه الاتفاقية إلى تمكين الشباب المغربي حاملي جواز الشباب من الولوج إلى تدريبات (stages) داخل الإدارات التابعة لمجموعة العمران، مما يعزز من فرصهم في اكتساب الخبرة العملية داخل قطاع الإسكان والتعمير.

معطيات مزعجة
ووفق المعطيات الرسمية المتوفرة، يقطن 65.4% من المغاربة في مساكن من نوع "دار مغربية عصرية"، و24.2% في شقق، و2.6% في دور مغربية تقليدية، و2.7% في فيلات. مقارنة بعام 2014، كانت هذه النسب 65%، 17.5%، 5.5%، و4.5% على التوالي.

وبالنسبة للشباب المغربي، يواجهون تحديات متعددة في سبيل امتلاك سكن خاص، من أبرزها، ارتفاع أسعار العقارات، الذي يشكل ارتفاع تكلفة شراء المنازل، خاصة في المناطق الحضرية، عائقًا كبيرًا أمام الشباب.

كما يجد الشباب صعوبة في الحصول على التمويل، بسبب متطلبات البنوك من ضمانات ودخل ثابت، فضلا عن محدودية العرض، إذ بالرغم من زيادة الطلب على الشقق الصغيرة (الاستوديوهات)، إلا أن العرض المتوفر في السوق لا يزال غير كافٍ، مما يفتح المجال أمام فرص استثمارية للمنعشين العقاريين.

وتعد البطالة التي تصل نسبتها إلى 32.7% بين الشباب، عاملاً مؤثرًا يقلل من قدرة الشباب على الادخار والاستثمار في شراء سكن، فضلا عن عدم الاستقرار الوظيفي.

هذه التحديات تجعل مسألة امتلاك السكن بالنسبة للشباب المغربي أمرًا معقدًا، يتطلب تدخلات متعددة لتحسين فرصهم في الحصول على سكن ملائم.