الركراكي أمام معضلة الاختيارات.. تألق النجوم يربك حسابات الأسود

يواصل مدرب المنتخب المغربي وليد الركراكي رسم ملامح تشكيلته استعدادًا للمباريات الحاسمة في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026، حيث يخطط لإجراء تغييرات جوهرية بإضافة أسماء صاعدة قدمت مستويات لافتة في الدوريات الأوروبية.
ومع اقتراب معسكر مارس المقبل، تبرز مجموعة من اللاعبين الشباب الذين خطفوا الأضواء، ما يجعل الركراكي أمام تحدٍّ جديد في اختيار قائمة متوازنة قادرة على تحقيق نتائج إيجابية أمام النيجر وتنزانيا.
من بين الأسماء التي تتجه الأنظار نحوها، يبرز اسم حمزة إغمان، لاعب غلاسكو رينجرز الإسكتلندي، الذي فرض نفسه بقوة منذ بداية الموسم، مقدمًا أداءً ثابتًا جعله محل اهتمام الجهاز الفني لـ"أسود الأطلس"، غير أن وليد الركراكي سيواجه صعوبات في الاختيار نتيجة تألق الأخير ليوسف النصيري وأتوب الكعبي في الملاعب الأوروبية.
كما يبرز بلال ندير، نجم مرسيليا الفرنسي، كواحد من اللاعبين الذين قد يحصلون على فرصة لإثبات أنفسهم في المعسكر المقبل.
وفي خط الدفاع، يحظى عمر الهلالي، مدافع إسبانيول الإسباني، بمتابعة دقيقة من الركراكي، الذي أبدى إعجابه بتطور مستواه، ما يعزز حظوظه في الحصول على أول استدعاء رسمي مع المنتخب الأول.
ورغم أن تألق المحترفين المغاربة في أوروبا يمنح الركراكي خيارات عديدة، إلا أنه في الوقت نفسه يضعه أمام معضلة كبيرة، خاصة مع بروز أسماء جديدة واستعادة بعض النجوم لمستوياتهم المعهودة.
أحد هؤلاء هو أسامة الصحراوي، مهاجم ليل الفرنسي، الذي بصم على أداء استثنائي في الفترة الأخيرة بتسجيله أربعة أهداف وصناعته ثلاثة، ما يجعله مرشحًا بقوة للعودة إلى قائمة المنتخب.
الأمر ذاته ينطبق على سفيان ديوب، لاعب نيس الفرنسي، الذي استعاد بريقه التهديفي، ليصبح أحد الأسماء التي قد يعتمد عليها الركراكي في المرحلة القادمة.
لكن في المقابل، تراجع مستوى بعض اللاعبين قد يضعهم خارج الحسابات، وفي مقدمتهم عبد الصمد الزلزولي، نجم ريال بيتيس الإسباني، الذي لم ينجح في تقديم الأداء المنتظر منه، ما يجعل موقفه مع المنتخب غير مضمون.
كما يواجه مدافع كريستال بالاس الإنجليزي شادي رياض خطر الغياب عن القائمة بسبب قلة مشاركاته، إلى جانب الظهير الأيسر للأهلي المصري يحيى عطية الله، ولاعب وسط بولونيا الإيطالي أسامة العزوزي، ونجم فيورنتينا الإيطالي أمير ريتشاردسون، الذين لم يظهروا بالمستوى المطلوب في الفترة الأخيرة.
ومن المحتمل أن تشهد قائمة "أسود الأطلس" بعض المفاجآت، مع إمكانية عودة لاعبين أصحاب خبرة لتعزيز الصفوف، مثل رومان سايس، مدافع السد القطري، الذي يظل أحد الركائز الأساسية في خط الدفاع رغم غيابه في المباريات الأخيرة.
كما يُنتظر أن يحصل سفيان ديوب على فرصة جديدة بعد استعادة مستواه، ما يعكس رغبة الركراكي في تحقيق التوازن بين الخبرة والشباب لضمان فريق قوي قادر على المنافسة في التصفيات والتأهل للمونديال.
ويبقى الحسم النهائي في اختيارات الركراكي رهين الأسابيع القادمة، حيث ستحدد مستويات اللاعبين في أنديتهم خلال هذه الفترة شكل القائمة النهائية.
وبين تألق المواهب الجديدة وتراجع بعض الأسماء المخضرمة، يبدو أن المنتخب المغربي سيشهد تعديلات مهمة في تشكيلته، في رحلة البحث عن بطاقة العبور إلى كأس العالم 2026، وسط ترقب جماهيري كبير لما ستسفر عنه اختيارات الركراكي في المعسكر المقبل.