لماذا لا ينفك "حميد المهدوي" عن ترديد أسطوانة المظلومية المشروخة؟

هشام رماح
على مدى سنوات أربع ونيف، لم ينفك "حميد المهدوي" عن ترديد أسطوانة المظلومية المشروخة، وهو يتلبَّس بمن يتابعونه، موردا مغالطات، سعى ولا يزال يسعى من ورائها لاستدرار تعاطفهم معه وهو بذلك يجرهم إلى مستنقع التطبيع مع خرق القانون، في تفسير معوج وتكييف أرعن منه لهذا القانون.
واعتاد "حميد مهدوي" الالتفاف على جوهر المتابعة التي توبع بها ووجد نفسها سجينا على خلفيتها، والتي هي "عدم التبليغ عن جناية تمس أمن الدولة"، وهو أمر ثابت في حقه وبمنطوق ما بلغه من مكالمات بلغ عددها سبعا، كان يصيخ فيها السمع إلى شخص يهدد أمن واستقرار المغرب.
واختار "حميد المهدي" اللعب بورقة تلفيق تهمة محاولة إدخال دبابة إلى المغرب، إذ ظل يردد على مسامع متابعيه أنه توبع بهكذا تهمة، واختار أن يعضد أباطيله بما جاء في محاضر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي تناولت تفاصيل ما ورد عليه من مكالمات مع شخص هاتفه من هولندا.
ولربما يظن "حميد المهدوي" أن عقول متابعيه قاصرة عن استجلاء الحقيقة وراء قضيته، والتي تفيد بأنه تخلف عن التبليغ عن جناية تمس أمن الدولة، وهو أمر كان حري بكل عاقل مثلما يدعي أن يخالفه ويبادر إلى القطع مع دعاة تقتيل المغاربة والتنكيل بهم وقبل هذا تقويض الأمن والنظام في الرحاب الوطن الذي يضمهم.
لقد تحدث "حميد المهدوي" سبع مرات مع مخاطبه الذي توعد المغاربة وأمنهم بالثبور، وأفصح له أنه وبارونات مخدرات أعدوا العدة، وجمعوا المال وجيشوا لتحويل الحسيمة ومعها المغرب لساحة حرب، لكن "الصحفي" الذي وصفه محاطبه بأن يبلغ الحقائق، اكتفى بعدم الاكثرات، وارتأى أن ينتظر وألا يبادر مثل أي وطني غيور للتبليغ عما بلغه عبر المكالمات الهاتفية.
أو ليس في كل هذا ما يضير "حميد المهدوي" ويجعله متورطا في نسج علاقات مشبوهة مع أشخاص يريدون بالمغرب السوء؟ أو ليس في الوعيد والتهديدات التي بلغته على لسان مخاطبه، ما استحق أن يوقظ ضميره آنذاك ليبلغ السلطات المعنية بما كان يضمره مخاطبه ومن معه لهذا الوطن؟
لقد رأى "حميد المهدوي" فيما رأى أن يتوارى للخلف وأن ينتظر مترقبا أن يترجم مخاطبه وعيده، وأن يرى المغرب يتحول لأرض وغى، وأن يبدي اللا مبالاة الغير مطلوبة والغير محمودة في مثل مواقف يجري خلالها انتهاك الخطوط الحمراء ويصبح فيها أمن المغرب والمغاربة على المحك.
لكن، وكما أن القضاء المغربي تابع "حميد المهدوي"، على تقاعسه وتطبيعه السافر مع من يريدون بالوطن سوءا، عبر تكييف تهمته بـ"عدم التبليغ عن جناية تمس أمن الدولة"، فإنه اختار إغراق السمكة وتحري الأباطيل ليصور نفسه مظلوما توبع بتهمة إدخال دبابة إلى المغرب، في استدامة منه للاسترزاق عبر استدرار تعاطف لا يستحقه ولا من يماثلونه ممن يختارون السلبية في التعامل مع كل تهديد للوطن.