قبل عودة الحماس إلى "دونور".. قرار جديد يُنعش خزينة الوداد والرجاء

في خطوة تعكس دينامية جديدة في تدبير البنية التحتية الرياضية بالمغرب، أعلنت جماعة الدار البيضاء، بتنسيق مع شركة "سونارجيس" المكلفة بإدارة مركب محمد الخامس، عن تخفيض مصاريف استغلال هذا الصرح الرياضي لصالح فريقي الوداد والرجاء الرياضيين.

هذا القرار، الذي يأتي في سياق تحفيز الأندية الوطنية وتخفيف الأعباء المالية عنها، ينص على تقليص نسبة الاقتطاع من مداخيل تذاكر مباريات الفريقين إلى 10 في المائة، بدلاً من 15 في المائة التي كانت معتمدة في السابق، ما يُتوقع أن ينعكس إيجاباً على مداخيل الناديين ويمنح دفعة جديدة لدينامية كرة القدم البيضاوية.

وتزامن هذا الإعلان مع الزيارة التفقدية الرسمية التي شهدها مركب محمد الخامس، حيث قاد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، مؤخرا، رفقة محمد مهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، وعبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، جولة داخل أروقة هذا المعلم الرياضي التاريخي.

لم تكن هذه الزيارة مجرد إجراء بروتوكولي عابر، بل حملت رسائل قوية للجماهير المغربية، خاصة تلك المتعطشة لعودة أجواء المباريات الحماسية إلى مدرجات "دونور"، الذي يُرتقب إعادة افتتاحه شهر مارس المقبل بعد فترة من الأشغال المكثفة.

المركب الرياضي محمد الخامس، الذي يُعد رمزاً من رموز كرة القدم المغربية، خضع لعمليات تأهيل شاملة انطلقت منذ أواخر عام 2023.

هذه الأشغال تجاوزت حدود الإصلاحات التقليدية لتشمل تحديثات عميقة في مختلف مرافقه، بهدف الارتقاء به إلى مستوى المعايير الدولية المعتمدة في البطولات الكبرى.

وقد شملت الإصلاحات تجديد مستودعات الملابس لتوفير بيئة مثالية للاعبين، وتحديث الكراسي في المدرجات بما يضمن راحة أكبر للجماهير، مع الحفاظ على الطابع التاريخي الذي لطالما ميّز هذا الملعب عن غيره.

لم تقتصر التحديثات على الجانب البنيوي فقط، بل امتدت لتشمل الجانب التكنولوجي، حيث تم تجهيز قاعة المؤتمرات الصحفية وغرفة التحكيم بأحدث تقنيات الفيديو المساعد "VAR"، في خطوة تعكس التزام المغرب بمواكبة أحدث التطورات في عالم كرة القدم.

كما تم تركيب شاشات عملاقة عالية الدقة لتوفير تجربة بصرية مميزة للجماهير، وتحديث أنظمة الصوت والإضاءة بما يخلق أجواءً حماسية تتماشى مع زخم المباريات الكبرى.

أما على مستوى الأمن، فقد تم تعزيز نظام المراقبة بكاميرات حديثة لضمان سلامة وراحة الجماهير خلال مختلف التظاهرات الرياضية.

فوزي لقجع أكد، خلال تصريحاته على هامش هذه الزيارة، أن المركب سيكون جاهزاً لاستقبال مباريات الرجاء والوداد في أواخر شهر مارس، مشيراً إلى أن مباراة الديربي المرتقبة ستمثل بداية مرحلة جديدة لهذا المعلم الرياضي العريق.

هذه التصريحات لاقت ترحيباً واسعاً من قبل جماهير الفريقين، التي تعتبر "دونور" أكثر من مجرد ملعب، بل رمزاً لهوية كروية متجذرة في الذاكرة الجماعية للبيضاويين والمغاربة عموماً.

زيارة لقجع ووالي جهة الدار البيضاء جاءت في سياق عام يشهد طفرة نوعية في تطوير البنية التحتية الرياضية بالمغرب، حيث يجري العمل على تأهيل عدد من الملاعب الوطنية الكبرى استعداداً لاستضافة تظاهرات قارية ودولية كبرى، في مقدمتها كأس أمم إفريقيا 2025.

هذه الدينامية تعكس رؤية استراتيجية واضحة تهدف إلى تعزيز مكانة المغرب كوجهة رياضية رائدة على الصعيدين الإفريقي والدولي.