جوهرة بيلباو: لن ألعب لإسبانيا.. المغرب هو حلمي الأول

في خطوة لافتة تعكس ارتباطه القوي بجذوره المغربية، أعلن المهاجم الواعد مراون سنادي، المنتقل حديثًا إلى أتلتيك بيلباو الإسباني، عن رغبته في تمثيل المنتخب المغربي بدلاً من المنتخب الإسباني.
هذا الإعلان، الذي جاء في مقابلة مع صحيفة "Correo" الإسبانية، أشعل حماس الجماهير المغربية التي ترى فيه موهبة هجومية قادرة على تقديم الإضافة لأسود الأطلس في المستقبل القريب.
سنادي، البالغ من العمر 22 سنة، يحمل الجنسية الإسبانية بحكم ولادته ونشأته في البلاد، لكنه لم يُخفِ أبداً انتماءه القوي للمغرب، مؤكداً أن حلمه الأكبر يتمثل في ارتداء القميص الوطني وتمثيل بلده الأصلي في المحافل الدولية.
رغم أن المنتخب الإسباني كان خيارًا متاحًا أمامه، إلا أنه لم يتردد في إعلان ولائه للمغرب، مما يضع الكرة الآن في ملعب الناخب الوطني وليد الركراكي، الذي يتابع عن كثب تطور مستواه في الليغا الإسبانية.
وجاء انتقال سنادي إلى أتلتيك بيلباو جاء بعد فترة تألق مع ديبورتيفو ألافيس، حيث وقع عقدًا يمتد حتى 30 يونيو 2029 مع إمكانية التمديد لسنة إضافية.
هذا الانتقال يُعد خطوة كبيرة في مسيرته، خاصة أن بيلباو يُعرف بسياسة الاعتماد على اللاعبين المنحدرين من إقليم الباسك، ما يجعل انضمامه إلى الفريق حدثًا استثنائيًا يعكس الثقة الكبيرة في إمكانياته الفنية.
ظهوره الأول مع الفريق لم يخيب التوقعات، حيث أظهر قدرات هجومية مميزة، ما جعله محط أنظار الجماهير والإعلام الإسباني.
وبدأت رحلة سنادي الكروية، في مسقط رأسه بمدينة فيتوريا-غاستيز، حيث التحق بأكاديمية CD Lakua التابعة لأتلتيك بيلباو، قبل أن ينتقل إلى CD Aurrera de Vitoria، ثم إلى CD San Ignacio، الذي كان يشكل الفريق الرديف لديبورتيفو ألافيس.
قدراته التهديفية البارزة قادته للانتقال إلى باراكالدو، حيث سجل 33 هدفًا، ما لفت انتباه ألافيس الذي ضمه إلى صفوفه عام 2021. ومنذ ذلك الحين، بدأ في صقل موهبته وتطوير مهاراته، حتى أصبح اليوم أحد أبرز المواهب الصاعدة في الكرة الإسبانية.
قرار سنادي بتمثيل المغرب يضعه أمام تحدٍ جديد لإثبات نفسه وإقناع الطاقم التقني للمنتخب الوطني، خاصة في ظل المنافسة القوية في خط الهجوم، حيث يضم أسود الأطلس أسماء لامعة تقدم مستويات كبيرة في مختلف الدوريات الأوروبية.
ومع ذلك، فإن أسلوب لعبه المتكامل، الذي يجمع بين السرعة، المهارة، والقدرة على التهديف، يمنحه فرصة كبيرة ليكون ضمن حسابات وليد الركراكي في الاستحقاقات المقبلة.
الجماهير المغربية، التي تفاعلت بقوة مع تصريحاته، ترى فيه نموذجًا جديدًا للجيل الصاعد من اللاعبين المغاربة المزدوجي الجنسية الذين يختارون الدفاع عن ألوان وطنهم الأصلي رغم الفرص المغرية التي قد تُتاح لهم في المنتخبات الأوروبية.
قصته تعيد إلى الأذهان تجربة لاعبين كبار مثل حكيم زياش، إبراهيم دياز، الذين فضلوا المغرب على منتخبات أخرى.