غياب أنظمة التبريد يهدد حملات التلقيح في العالم القروي

في إطار الجهود الوطنية لمكافحة الأمراض المعدية، يشكل التلقيح ضد داء الحصبة (بوحمرون) أحد الركائز الأساسية لحماية صحة الأطفال والحد من انتشار هذا المرض، خصوصًا في المناطق القروية التي تواجه تحديات كبيرة في إيصال اللقاحات إلى المستفيدين في ظروف آمنة وفعالة.
رغم الجهود المبذولة من قبل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لا تزال حملات التلقيح تواجه عقبات عدة في القرى والمناطق النائية، حيث تعاني المستوصفات من نقص في البنية التحتية الأساسية، بما في ذلك أنظمة التبريد اللازمة لحفظ اللقاحات في درجات حرارة مناسبة، إضافة إلى غياب وسائل النقل الفعالة التي تضمن وصول الجرعات في حالتها المثلى.
هذه الإشكاليات تؤثر بشكل مباشر على سير العملية، إذ يضطر العديد من الآباء إلى قطع مسافات طويلة لإيصال أطفالهم إلى المراكز الصحية، ليجدوا أحيانًا أن اللقاح غير متوفر أو أن الظروف لا تسمح بإجرائه، ما يؤدي إلى تعطيل برامج التلقيح ويزيد من احتمالية تفشي المرض.
وتفاقم هذه الأوضاع دفع العديد من الفاعلين السياسيين إلى دق ناقوس الخطر، حيث دخل البرلمان على الخط من خلال طرح تساؤلات رسمية حول الإجراءات المتخذة لمعالجة هذه الاختلالات.
في هذا السياق، وجه النائب البرلماني عن حزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف الزعيم، سؤالًا شفهيًا إلى وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، أكد فيه أن المشاكل المرتبطة بنقص التبريد وغياب وسائل النقل الفعالة لا تؤثر فقط على نجاح حملات التلقيح الحالية، بل تهدد أيضًا ثقة المواطنين في النظام الصحي وقدرتهم على الالتزام بجدولة التلقيحات المستقبلية.
انطلاقًا من أهمية التلقيح في القضاء على داء الحصبة والحد من انتشاره، طالب النائب الوزارة بالكشف عن الخطوات المزمع اتخاذها لتحسين البنية التحتية للمراكز الصحية في القرى، وتوفير التجهيزات اللازمة لضمان سلامة اللقاحات، بما في ذلك أنظمة التبريد الملائمة، وتأمين وسائل نقل حديثة قادرة على الوصول إلى جميع المناطق المستهدفة.
كما تساءل عن الخطط الاستراتيجية التي ستعتمدها الوزارة لضمان توفر لقاح الحصبة بشكل دائم في جميع المراكز الصحية، وتمكين المواطنين من الاستفادة منه في ظروف مناسبة.
وتعكس هذه التساؤلات قلقًا متزايدًا لدى المواطنين والمهنيين الصحيين بشأن مستقبل برامج التلقيح في المناطق القروية، حيث بات من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز البنية التحتية الصحية، وتحسين طرق التخزين والتوزيع، وضمان وصول اللقاحات لجميع الفئات المستهدفة دون عراقيل.
وبينما تظل وزارة الصحة مطالبة بتقديم حلول ملموسة، يأمل المواطنون أن تسهم هذه المطالبات في دفع الجهات المسؤولة نحو اتخاذ قرارات فعالة لضمان نجاح جهود مكافحة داء الحصبة وحماية صحة الأطفال في جميع أنحاء البلاد.