أزمة ملاعب القرب بالمغرب تشتعل.. ومطالب بتدخل عاجل

الكاتب : انس شريد

14 فبراير 2025 - 09:30
الخط :

في ظل تصاعد المطالب بضرورة توفير فضاءات رياضية مجهزة وذات جودة عالية، تتزايد الدعوات لإيلاء اهتمام خاص بملاعب القرب في مختلف المدن المغربية، باعتبارها فضاءات ضرورية لتعزيز النشاط البدني للشباب وإبعادهم عن السلوكيات السلبية.

ومع اقتراب موعد احتضان المغرب لكأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، أضحى هذا الملف أكثر إلحاحًا، حيث بات من الضروري تحسين البنية التحتية الرياضية لتواكب هذا الحدث الكروي العالمي.

تعد ملاعب القرب من الحلول الأساسية التي تلجأ إليها الدول لتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، إلا أن الواقع في المغرب يكشف عن نقص حاد في عدد هذه الملاعب، إلى جانب تدهور حالة العديد منها بسبب غياب الصيانة وضعف التدبير.

هذا الوضع دفع العديد من البرلمانيين إلى مساءلة الحكومة عن استراتيجيتها للنهوض بهذه الفضاءات، خاصة في ظل الإقبال الكبير عليها خلال شهر رمضان، حيث يفضل الشباب قضاء أوقاتهم في ممارسة الرياضة.

في هذا السياق، تقدمت النائبة البرلمانية نجوى ككوس، عضو فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، بسؤال كتابي إلى محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حول النقص الحاد في ملاعب القرب بمدينة الدار البيضاء.

وأكدت ككوس أن العديد من الأحياء تعاني من قلة هذه الملاعب، بينما تعاني المتوفرة منها من تردي البنية التحتية والإهمال، مما يحرم الشباب من فضاءات مناسبة لممارسة الرياضة.

إلى جانب ذلك، شددت البرلمانية على ضرورة وضع استراتيجية واضحة لتعزيز البنية التحتية الرياضية، لا سيما في الأحياء الهامشية التي تعاني من تهميش كبير في هذا المجال.

كما تساءلت عن التدابير التي تعتزم الوزارة اتخاذها لضمان صيانة هذه الملاعب وتسييرها بشكل عادل يضمن استفادة جميع الفئات.

لا تقتصر الإشكالية على النقص في الملاعب فقط، بل تمتد إلى غياب شروط السلامة والوقاية، مما يشكل خطرًا على مرتاديها، خاصة القاصرين.

وكان آخر مثال على ذلك الحادث المأساوي الذي شهدته مدينة واد لو بإقليم تطوان، حيث لقي طفل مصرعه إثر سقوط عمود حديدي فوق رأسه أثناء ممارسته للرياضة داخل أحد ملاعب القرب.

هذه الحادثة المأساوية أعادت النقاش حول مدى أمان هذه الفضاءات الرياضية وضرورة توفير معايير السلامة فيها.

في هذا الإطار، طرح النائب البرلماني إدريس السنتيسي عن الفريق الحركي سؤالًا كتابيًا حول التدابير التي تتخذها الوزارة لضمان احترام شروط السلامة والوقاية داخل ملاعب القرب.

كما تساءل عن آليات مراقبة وصيانة المعدات الرياضية بشكل دوري لحماية المستخدمين من أي مخاطر محتملة، بالإضافة إلى الإجراءات المتبعة للتنسيق مع الجهات المحلية لضمان استمرارية جودة هذه المرافق الرياضية.

مع تزايد الضغط على الحكومة لإيجاد حلول ناجعة، تتجه الأنظار إلى الخطوات التي ستتخذها الجهات المسؤولة للنهوض بواقع ملاعب القرب، سواء من حيث زيادة عددها أو تحسين بنيتها التحتية.

وفي ظل التحضيرات الكبرى التي يقوم بها المغرب لاستضافة الأحداث الرياضية العالمية، يبقى التحدي الأهم هو ضمان فضاءات رياضية آمنة، مجهزة، ومتاحة للجميع، بما يحقق تطلعات الشباب المغربي في ممارسة الرياضة في بيئة ملائمة.

آخر الأخبار