تصادم عنيف يعيد الجدل حول خطر الشاحنات على مسارات الترامواي بالدار البيضاء

الكاتب : انس شريد

14 فبراير 2025 - 10:30
الخط :

تعتبر عرقلة خطوط الترامواي في مساراتها من بين أكثر التحديات التي تواجه النقل الحضري، حيث يؤدي أي تعطيل لهذه الوسيلة الحيوية إلى شل حركة السير وإحداث فوضى مرورية تمتد إلى مختلف الشوارع والأحياء المجاورة.

الترامواي يعد من أكثر وسائل النقل انتظامًا وفعالية داخل الدار البيضاء، وعندما تعترض طريقه المركبات الثقيلة أو تحدث حوادث تصادم معه، فإن التأثيرات السلبية لا تقتصر على تعطيل الرحلات فحسب، بل تمتد لتؤثر على آلاف الركاب الذين يعتمدون عليه في تنقلاتهم اليومية..

واصطدمت شاحنة لنقل البضائع بقاطرة الترامواي، اليوم الجمعة، على مستوى قنطرة عين السبع بمدينة الدار البيضاء، في حادث مروع أثار حالة من الذعر والاستياء بين المواطنين.

وأفادت مصادر متطابقة بأن السائق فقد السيطرة على المركبة، ما أدى إلى وقوع الاصطدام العنيف، مخلفًا أضرارًا مادية جسيمة وتعطيلًا لحركة السير.

شهود العيان أكدوا أن الشاحنة كانت تسير بسرعة غير متوقعة قبل أن تفقد توازنها وتصطدم بمقدمة الترامواي، الذي كان يؤمن رحلاته المعتادة باتجاه سيدي البرنوصي.

قوة الاصطدام تسببت في اهتزاز القاطرة وأثارت حالة من الذعر بين الركاب، الذين هرعوا إلى الخروج من العربة خشية وقوع الأسوأ.

هذا الحادث يعيد إلى الواجهة الجدل المتجدد حول خطورة مرور شاحنات نقل البضائع داخل المدينة، خاصة في محيط ميناء الدار البيضاء والأحياء السكنية والشوارع الرئيسية.

فقد شهدت المدينة في الأشهر الأخيرة تزايدًا مقلقًا في عدد الحوادث المرتبطة بهذه المركبات الضخمة، التي يفترض أن تسلك طرقًا بديلة بعيدًا عن المسارات الحيوية داخل التجمعات السكنية.

وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتنظيم حركة هذه الشاحنات، إلا أن غياب رقابة صارمة واستمرار التجاوزات يساهمان في وقوع حوادث خطيرة، مثل الحادث الأخير، الذي أضاف فصلاً جديدًا إلى مسلسل الاصطدامات المتكررة بين الشاحنات والمرافق العامة.

وقد سبق أن وقع حادث داخل نفق الموحدين عندما اصطدمت شاحنة ضخمة بمراوح التهوية، ما أدى إلى تعطيل حركة المرور لساعات طويلة وتسبب في أضرار جسيمة بالبنية التحتية.

السلطات المحلية هرعت فور وقوع الحادث إلى عين المكان، حيث عملت فرق الطوارئ على تأمين المنطقة وإعادة فتح الطريق أمام حركة السير، فيما تم فتح تحقيق لتحديد ملابسات الحادث والمسؤوليات المترتبة عنه.

في حادثة مروعة سابقة، قبل أشهر، فقد ثلاثة أشخاص حياتهم وأصيب آخرون بجروح خطيرة عند محطة ترامواي "ابن تاشفين"، نتيجة اصطدام مع شاحنة من الحجم الكبير.

غير أن هذا التدخل، رغم أهميته، لا يعدو كونه حلًا مؤقتًا لمشكلة تتطلب حلولًا جذرية على مستوى تدبير النقل الثقيل داخل المدينة.

سكان الأحياء المتضررة من مرور الشاحنات يعبرون عن استيائهم المتواصل، حيث باتت هذه المركبات تشكل تهديدًا مباشرًا لسلامتهم وتؤثر على جودة حياتهم اليومية.

فبالإضافة إلى الحوادث المرعبة، يعاني السكان من الضوضاء المفرطة والتلوث البيئي، خاصة خلال فترات الليل، عندما تتحول الشوارع إلى ممرات للشاحنات الضخمة.

العديد من الفعاليات المدنية والحقوقية طالبت مرارًا بضرورة فرض تدابير صارمة لتنظيم مرور الشاحنات داخل المدينة، من خلال تفعيل قوانين واضحة تمنع عبورها في الأوقات غير المناسبة، إلى جانب الإسراع في إنشاء منصات لوجستية حديثة تقلل من حاجتها لدخول الأحياء السكنية.

كما دعت إلى تحسين البنية التحتية لتوفير بدائل أكثر أمانًا وفعالية.

الحادث الأخير يعكس الحاجة الملحة لإجراءات حاسمة تضمن سلامة المواطنين وتحافظ على النظام العام داخل المدينة.

وبينما ينتظر السكان خطوات ملموسة من قبل السلطات المختصة، يظل التساؤل مطروحًا حول مدى جدية التعامل مع هذه الإشكالية المتكررة، وما إذا كانت التدخلات الحالية كافية لمنع وقوع المزيد من الحوادث في المستقبل.

آخر الأخبار