ملفات شائكة على طاولة النقاش.. هل نشهد حقبة جديدة في كرة القدم الوطنية؟
في اجتماع هام عقد بمركب محمد السادس بالمعمورة، التقى فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وعبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الوطنية لكرة القدم الاحترافية، برؤساء أندية القسمين الأول والثاني من البطولة الاحترافية "إنوي".
هذا الاجتماع جاء في ظرفية حساسة تمر بها الأندية الوطنية، وسط تحديات مالية متزايدة ومطالب بتطوير البنية التحتية والتسيير.
المحور الأبرز للنقاش تمحور حول الوضعية المالية للأندية الوطنية، حيث تم استعراض الإكراهات التي تعاني منها جل الفرق في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
وتمت مناقشة السبل الكفيلة بتحقيق الاستدامة المالية من خلال تنويع مصادر الدخل، بما في ذلك البحث عن مستشهرين جدد، وإعادة النظر في عائدات البث التلفزيوني، وفتح قنوات جديدة للاستثمار في التكوين والشراكات مع المؤسسات الاقتصادية الكبرى.
كما تطرّق الاجتماع إلى مسألة تهجير المواهب الشابة نحو الخارج، إذ تم التأكيد على ضرورة وضع إطار قانوني واضح ينظم انتقال اللاعبين إلى الدوريات الأجنبية، خاصة بعد هجرة أزيد من 20 لاعبا إلى ليبيا.
ويأتي هذا المقترح لضمان حقوق الأندية المغربية ويحافظ على تنافسية البطولة الوطنية.
جانب آخر من الاجتماع خصّص لموضوع علاقة الأندية بلاعبيها، حيث شدد الحاضرون على أهمية فرض نظام داخلي صارم يؤطر هذه العلاقة، لا سيما في ما يتعلق بالانضباط واحترام العقود المبرمة بين الطرفين.
وقد تم التأكيد على ضرورة توحيد العقود الاحترافية وفق معايير محددة تضمن استقرار اللاعبين والأندية على حد سواء.
من بين النقاط التي لقيت اهتمامًا خاصًا خلال الاجتماع، مسألة توفير موارد مالية جديدة للأندية، حيث جرى اقتراح طرق باب بعض المؤسسات الاقتصادية الكبرى في المغرب لإبرام شراكات تسهم في دعم الفرق الوطنية.
كما نوقشت إمكانية الرفع من أثمنة تذاكر المباريات، وهو مقترح لاقى ردود فعل متباينة بين مؤيد يرى في ذلك وسيلة لزيادة الإيرادات، ومعارض يخشى أن يؤثر ذلك على الحضور الجماهيري في الملاعب.
في سياق آخر، دعا الاجتماع إلى تعزيز التواصل بين الأندية ووسائل الإعلام والجماهير، باعتبار ذلك عنصرًا أساسيًا في تقوية العلامة التجارية للأندية الوطنية وتحفيز الجمهور على دعم فرقه المفضلة.
وقد تم التشديد على ضرورة اعتماد استراتيجيات تواصلية حديثة تعكس احترافية الأندية وتعزز علاقتها مع المتابعين.
الاجتماع لم يتطرق إلى إمكانية إلغاء مباريات السد، وهو ما فنّد الشائعات التي راجت في الفترة الأخيرة حول هذا الموضوع.
ومع ذلك، ظل التركيز منصبًا على تحسين نظام المنافسة وتعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بين الأندية.
في المجمل، شكل هذا اللقاء فرصة لتشخيص واقع كرة القدم الوطنية، وفتح نقاشات موسعة حول سبل تطويرها، في انتظار تفعيل الإجراءات التي تم الاتفاق عليها لترجمتها إلى خطوات عملية على أرض الواقع.
