جنون الانتخابات المبكرة.. أخنوش في مرمى الاستقلال و"البام"

لم يعد كلا من قيادة حزب الأصالة والمعاصرة ولا حزب الاستقلال تترد في مهاجمة رئيس الحكومة، عزيز اخنوش أو انتقادات قطاعات معينة يدبرها الحلفاء، رغم أن الحزبين معا يشاركان في حكومة واحدة.
ويبدو أن التصريحات النارية التي تصدر عن قيادة الحزين تدخل في سياق الاعداد للحملة الانتخابية السابقة لأوانها والاستعداد للانتخابات ابرلمانية المرتقبة العام المقبل.
وأطلقت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وعضوة المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، ليلى بنعلي، تصريحات منتقدة بوضوح دون تردد رئيس الحكومة، في مسالة تضارب المصالح وحصول شركاته على صفقات عمومية أشرف عليها بصفته رئيسا للحكومة ورئيسا للإدارة العمومية.
تضارب المصالح والفساد
لم تتوار بنعلي خلف العبارات الدبلوماسية عندما تطرقت إلى ملف تضارب المصالح الذي لاحق رئيس الحكومة مؤخرًا بشأن صفقة تحلية المياه بالدار البيضاء.
الوزيرة بنعلي التي كانت تتحدث في لقاء مؤسسة الفقيه التطواني مساء الأربعاء، شددت على أن احترام المؤسسات لا يعني التساهل مع الفساد.
وأكدت أن أي شبهة في هذا المجال تستوجب المحاكمة الفورية للمسؤولين عنها.
وانتقدت الوزيرة بحكومة أخنوش باسم حزب الاصالة والمعاصرة التأخير الذي يشهده المغرب مقارنة بالدول الأخرى التي دخلت بقوة في مضمار الطاقات المتجددة. وأوضحت أن التحديات التي تواجه المملكة تتطلب استراتيجيات مبتكرة وخارطة طريق واضحة، محذرة من أن أي تهاون في هذا المجال سيكون له ثمن باهظ على مستقبل المغرب.
إعادة بناء الثقة
ونبهت بنعلي إلى أزمة الثقة التي تعصف بالعمل السياسي، مشددة على أن الانتخابات المقبلة ستكون فرصة حاسمة لاستعادة ثقة المواطن المغربي في المؤسسات، ما يعني أنها تقر بالنقاش الذي يجري داخل الأغلبية والذي مفاده أن ثقة المغاربة في العمل السياسي تدهورت بفعل سوء التدبير العمومي للحكومة.
البركة ينتقد حكومته
زعيم حزب الاستقلال نزار البركة بدوره كشر عن أنيابه التي حجبها منذ المشاركة في حكومة أخنوش. زعيم الاستقلاليين استغل حفل إطلاق برنامج "2025 سنة التطوع" بجماعة أولاد فرج في إقليم الجديدة وتحدث أمام الكامرا بلغة هاجم فيها اسلوب التدبير الحكومي بشل واضح رغم أنه وزير ضمن الحكومة.
وفي الوقت الذي يطالب الفاعلون الجمعويون والسياسيون وعموم المغاربة بضرورة ان تتحرك الحكومة لمواجهة الممارسات السلبية التي استفحلت في الاسواق المغربية، كالمضاربة والاحتكار والاتفاقات المسبقة بين المهنيين، انبرى البركة إلى "مهاجمة" المضاربين في الأسعار، داعيًا إياهم إلى مراعاة الظروف المعيشية للمواطنين، خاصة مع اقتراب شهر رمضان. وقال: "نحن في شهر شعبان... اتقوا الله في المغاربة".
هذه التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من قبل بعض الفاعلين الحزبيين والمدنيين وحتى بعض المغاربة الذي كتبوا تدوبنات على مواقع التواصل الاجتماعي على فيسبوك.
ردود الفعل استغربت تصريح البركة في الوقت الذي كان يجب أن يتحرك حزبه من داخل الحكومة التي تمتلك آليات الرقابة ومطاردة المضاربين في الاسعار ومحتكري السلع بدل مهاجمة هؤلاء الذين يمتصون دماء المغاربة ويستغلون حاجاتهم حتى وإن كانوا معدومي الحال.