"دكتور" العسكر الجزائري: دستور أمريكا كتب خوفا من الجزائر

هشام رماح
هوس العظمة بلغ مداه في الجزائر و"مثقفو" و"مؤرخو" النظام العسكري الحاكم هناك، لكن ما ترسب من جعبة "دكتور" هناك يدعى "محمد دومير"، يستحق أكثر من وقفة، ويجعل العسكر يستحقون الشفقة أكثر، وهم يحاولون لملمة تاريخ لم يكن لهم بالمرة.
فماذا قال "دكتور" العسكر؟ لقد قال إن دستور الولايات المتحدة الأمريكية، كتب بدافع الخوف من الجزائر، وهو أمر زاد من عقله بالتأكيد على أنه أمر موثق دون أن يستطيع ذكر مصادره.
وإن لم يعرف أين جرى توثيق هذه الهلوسة التي ند بها فم "دكتور" العسكر، فإن تصريحه انتشر كالنار في الهشيم ليفجر سخرية رواد الأنترنيت، في مختلف بقاع العالم العربي.
وإذ لم يسلم الفراعنة من تسلط الجزائر والسعاة لأن يكون لهم تاريخ، كما لم يسلم منهم حائط البراق وجبل توبقال واسم المغرب، والكثير من الأكاذيب التي تعزي نظاما مهووس باللا تاريخ الذي يهيمون فيه، فإن الدور جاء على بلاد "العم سام" ليكون ضحية لتطاول العسكر ومؤرخي آخر الزمان.
ولربما "دكتور" العسكر يظن أن الجزائر كانت لها كائنة حين كتب الدستور الأمريكي في صيف العام 1787، علما أن التاريخ يفيد بأن الجزائر لم تحدث إلا من قبل فرنسا وفي العام 1962، وهو ما أكده الجنرال "شارل ديغول" والكثير من رؤساء فرنسا ممن تعاقبوا بعده.
وكانت فرنسا سلبت الرقعة الجغرافية التي كانت تستولي عليها الإمبراطورية العثمانية، تحت ذريعة ضربة المروحة، قبل أن تنهش فرنسا من جوار الرقعة، وتلحق أراضي من المملكة المغربية بها، لتخرج مسخا جغرافيا اسمه الجزائر بعد استعمار دام 132 سنة.
اللافت، أن مُحاوِر "دكتور" العسكر تحمَّس أكثر، لدرجة جعلته يبتدع بأن البحرية الأمريكية المعروفة بـ"US Navy" إنما أنشئت خوفا من الأسطول البحري الجزائري، ليجعل من نفسه ومن "دكتور" العسكر أضحوكة للعالمين أجمعين.