حوت بثمن معقول".. هل تنجح الحكومة في كبح لهيب الأسعار في رمضان؟

الكاتب : انس شريد

22 فبراير 2025 - 08:30
الخط :

مع اقتراب شهر رمضان الفضيل، شهدت أسعار الأسماك في الأسواق المغربية ارتفاعًا غير مسبوق، مما أثار موجة من الغضب بين المواطنين.

فالأسماك، التي تعد عنصرًا أساسيًا على المائدة الرمضانية، أصبحت بعيدة المنال للكثيرين بسبب المضاربة التي ترفع الأسعار بشكل لافت.

فقد تجاوز سعر الكروفيت 120 درهمًا، بينما ارتفع سعر السردين إلى أكثر من 15 درهمًا، ووصل الصول إلى 100 درهم، فيما بلغ سعر الكلامار 110 دراهم، ما جعل المواطن البسيط يجد صعوبة في اقتناء هذه المنتجات البحرية.

في ظل هذه الأزمة، أطلقت الحكومة المغربية مبادرة "حوت بثمن معقول"، في محاولة لكبح المضاربة وضمان توفر الأسماك بأسعار مناسبة.

هذه المبادرة، التي انطلقت لأول مرة في عام 2019 بثلاث مدن فقط، توسعت على مدار السنوات الماضية لتشمل 22 مدينة في عام 2024، حيث تم تسويق 3 آلاف طن من الأسماك، وهي كمية ساهمت إلى حد ما في ضبط الأسعار.

هذا العام، تأمل الحكومة في تحقيق نجاح أكبر عبر توسيع نطاق المبادرة لتشمل 40 مدينة، من بينها وجدة، بركان، فاس، مكناس، بني ملال، خنيفرة، كلميم، تزنيت، الدار البيضاء، الرباط، سلا، تفراوت، أكادير، طانطان، الداخلة، وورزازات، بالإضافة إلى القرى والمناطق النائية التي ستستفيد من وصول الأسماك المجمدة القادمة من سفن الصيد في أعالي البحار.

كما سيتم توفير أكثر من 1000 نقطة بيع، من بينها المراكز التجارية، مع استهداف تسويق 4 آلاف طن من الأسماك، مع الإبقاء على الأسعار المخفضة في جميع المناطق المستهدفة.

وأشرفت زكية الدريوش، كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، اليوم السبت، على إعطاء الانطلاقة الرسمية للنسخة السابعة من هذه المبادرة، وذلك من سوق بيع السمك بالجملة في تامسنا.

وأكدت أن المبادرة تهدف إلى تحقيق توازن بين العرض والطلب، وتقديم الأسماك بأسعار معقولة، لتخفيف العبء على المواطنين خلال شهر رمضان المبارك.

ورغم هذه الجهود، يبقى التساؤل مطروحًا حول مدى نجاح هذه المبادرة في الحد من المضاربة وتحقيق استقرار الأسعار. فالمواطنون يعولون على تدخلات حكومية صارمة لمراقبة الأسواق، ومعاقبة المتلاعبين بالأسعار، لضمان أن لا تكون المبادرة مجرد حل مؤقت لا يحقق التأثير المطلوب على المدى البعيد.

ومع تزايد الضغوط الاقتصادية، يأمل الكثيرون أن تكون هذه المبادرات أكثر استدامة، وأن تمتد لتشمل باقي المواد الأساسية التي تعرف زيادات مماثلة خلال فترات الأعياد والمواسم الدينية.

آخر الأخبار