ردود فعل بعد قرار إلغاء ذبح أضحية العيد

في أعقاب القرار الملكي القاضي بإلغاء إقامة شعيرة ذبح الأضاحي لهذا العام، بسبب الظروف الاقتصادية والمناخية الصعبة التي تمر بها البلاد، خاصةً مع تراجع أعداد الماشية نتيجة سنوات الجفاف المتتالية، برزت ردود فعل متباينة من قبل الفاعلين السياسيين وعموم المغاربة.
وبالنظر إلى المعاناة الكبيرة التي واجهها المغاربة الفقراء وذوو الدخل المحدود والمتوسط خلال العام الماضي بسبب الغلاء الفاحش في أسعار الاضاحي، أدخل هذا القرار البهجة والفرحة على صدورهم بالنظر إلى أن توحيد قرار إلغاء ذبح الأضحية رفع عنهم الحرج الاجتماعي وامام أطفالهم الذين يكونون أشد حرصا على أن يقتني آبائهم الأضحية لتتضاعف فرحتهم بالعيد.
وعبر الكثير من المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي عن فرحتهم بالقرار الملكي، من خلال تدوينات في الموضوع.
أحزاب تشيد
وبينما أشادت أحزاب سياسية بهذا القرار، التي سارعت إلى إصدار مواقف رسمية، لجأت أخرى للصمت، ولاسيما الأحزاب المحافظة.
وأكدت مختلف الأحزاب، من خلال بيانات رسمية صادرة عقب التوجيه الملكي، أن هذا القرار يعكس جوهر الدين الإسلامي المبني على الاعتدال والتيسير، ويأخذ بعين الاعتبار القدرة الشرائية للمواطنين، دون المساس بالبعد الروحي لعيد الأضحى.
وأشاد حزب التجمع الوطني للأحرار بالقرار الملكي، مؤكداً أنه يأتي في إطار الحرص المستمر لأمير المؤمنين، منذ توليه الإمامة العظمى، على تأمين الظروف الملائمة لممارسة الشعائر الدينية وفق تعاليم الإسلام السمحة، مع مراعاة المصالح العامة للأمة.
من جانبه، عبر حزب الحركة الشعبية عن ارتياحه الكبير لهذا القرار الحكيم، مشيدا بتفهم المؤسسة الملكية العميق لظروف المواطنين الاقتصادية والمعيشية.
وأكد الحزب أن هذه الخطوة تأتي انسجاماً مع روح التسامح والتيسير التي يدعو إليها الدين الإسلامي.
بدوره، أثنى حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على القرار الملكي، واعتبره استجابة حكيمة للواقع الراهن، خاصةً في ظل تراجع الثروة الحيوانية، وما يترتب عن ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية.
ودعا الحزب مختلف الجهات المسؤولة إلى الاقتداء بهذه الخطوة واتخاذ تدابير تدعم الفئات الهشة.
وفي السياق ذاته، أشاد حزب التقدم والاشتراكية بالمضامين السامية للرسالة الملكية، مؤكداً أن القرار يعكس حرص ملك البلاد على تفادي أي ضرر قد يلحق بالمواطنين، لا سيما الأسر ذات الدخل المحدود.
وطالب الحكومة باتخاذ إجراءات مواكبة لدعم صغار مربي الماشية ومساعدتهم في تجاوز هذه الأزمة.
ودعا مختلف الفاعلين السياسيين والمجتمعيين المواطنين إلى الالتزام بالتوجيه الملكي، والتركيز على الأبعاد الروحانية والإنسانية لعيد الأضحى، مع إحياء هذه المناسبة في إطار من التضامن والتكافل، بما يعكس القيم الأصيلة للمجتمع المغربي.
المشكلة الأكبر
وفي المقابل اعتبر آخرون، وفق تدوينات رصدتها "الجريدة24"، أن هذا القرار يجب أن يكون له ما بعده، وذلك بمحاسبة من تسببوا في دفع المغرب إلى هذه الوضعية، إذ بالرغم من ملايير الدراهم التي صرفت على مخطط المغرب الأخضر، لم يمكن ذلك من توفير الرخاء للمغاربة، ولا التغلب على الأزمة التي أصابت القطيع الوطني.
الأكثر من ذلك، يرى فاعلون سياسيون، منهم قيادات من العدالة والتنمية واليسار الديمقراطي والتقدم والاشتراكية، أن الحكومة يجب أن تتحمل المسؤولية السياسية لأنها لم تستطع الوقوف في وجه الاحتكار والمضاربة في الاسعار، التي بسببها اكتوت جيوب المغاربة في عيد الأضحى للعام الماضي.