شقير: قرار الملك بإلغاء ذبح أضاحي العيد صحح وضعا اقتصاديا قائما ورفع ضررا واقعا

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

28 فبراير 2025 - 11:00
الخط :

حمل مضمون القرار الملكي القاضي بإلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد لهذا العام العديد من الرسائل السياسية المشفرة، أبرزها "إدانة" أسلوب ونتائج التدبير العمومي والسياسات العمومية التي نهجتها الحكومة، حتى أدت إلى اتخاذ هذا القرار الصعب على المغاربة.

الرسالة الملكية إقرار ضمني بفشل الحكومة في توفير الرخاء للمغاربة والثروة الحيوانية بأثمنة معقولة، وإقرار بفشل مخطط المغرب الأخضر الذي صرفت عليه الحكومات المتعاقبة ملايير الدراهم، بدليل لجوء المغرب سنويا إلى استيراد الأضاحي من رومانيا واسبانيا ودولا أخرى لتلبية حاجات المغاربة، وحتى بعد استيرادها فشلت الحكومة أيضا في مراقبة الأسعار وعرض المنتوج بأثمنة معقولة.

ولمنع تكرار ما حصل السنة الماضية من فرض أسعار خيالية وغير مسبوقة على أضاحي العيد من قبل المحتكرين والمضاربين والوسطاء او ما يطلق عليهم بالشناقة، اضطر ملك البلاد إلى اتخاذ قرار يقضي بإلغاء شعيرة ذبح أضحية العيد.

وكانت عبارة "الظروف الصعبة" التي تمر منها البلاد الواردة في الرسالة والقرار الملكي الذي تلاه وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، لافتة وتحمل الكثير من الدلالات.

وفي هذا السياق، اعتبر الباحث في العلوم السياسية، محمد شقير، أن القرار الملكي بما يحمله من رسائل وعبارات دالة جاء "ليصحح وضعا اقتصاديا قائما، لرفع الضرر الواقع والمحتمل، حتى لا يتكرر ما حصل العام الماضي".

واعتبر شقير في حديثه "للجريدة24" أن القرار الملكي كان هدفه الأساسي "حماية المغاربة والحفاظ على القطيع الوطني، وتصحيح الوضح، وإلا فإن الأمر كان سيؤثر على المجتمع والمغاربة في ظل القدرة الشرائية المتدهورة، حتى لا يتكرر ما وقع السنة الماضية، بعدما تبين أن الدعم الذي وفرته الدولة لفائدة رؤوس الأغنام المستوردة والمحلية لم يحقق هدفه واستمر الغلاء".

وأضاف محمد شقير أن قرار الملك قطع الطريق على "تغول تجار الأزمة والمضاربين في الأسعار الذين يتحكمون في المغاربة بفرض أسعار خيالية تفوق قدرتهم الشرائية، ويحققون بذلك أرباحا طائلة" دون رقيب أو حسيب.

ولفت إلى أن القرار الملكي كان ضروريا، الذي اتخذه بصفته أميرا للمؤمنين، وله وحده الصلاحية بذلك لكي لا يتم تطبيق شعيرة الذبح.

ودعا الملك محمد السادس عموم المغاربة إلى عدم ذبح أضاحي العيد هذا العام بسبب التراجع الكبير في أعداد المواشي جراء جفاف حاد تشهده البلاد للعام السابع على التوالي.

وقال الملك في رسالة تلاها وزير الأوقاف والشؤون الاسلامية، أحمد التوفيق، عبر الاعلام العمومي، مساء أمس الأربعاء "نهيب بشعبنا العزيز عدم القيام بشعيرة أضحية العيد لهذه السنة".

وبرر ملك البلاد القرار "بما يواجه بلادنا من تحديات مناخية واقتصادية أدت إلى تسجيل تراجع كبير في أعداد الماشية".

وأضاف أنه "أخذا بعين الاعتبار أن عيد الأضحى هو سنة مؤكدة مع الاستطاعة، فإن القيام بها في هذه الظروف الصعبة سيلحق ضررا محققا بفئات كبيرة من أبناء شعبنا، لا سيما ذوي الدخل المحدود".

 

آخر الأخبار