الدار البيضاء ورهان تقليص أكبر معضلة في رمضان

الكاتب : انس شريد

01 مارس 2025 - 11:50
الخط :

تشهد مدينة الدار البيضاء، ككل عام خلال شهر رمضان، ارتفاعًا ملحوظًا في حجم النفايات التي تغزو الشوارع والأحياء، نتيجة الاستهلاك المفرط للمواد الغذائية وتغيير العادات اليومية للساكنة.

هذا التكدس الكبير للنفايات يشكل واحدة من أكبر المعضلات التي تواجه السلطات المحلية، التي تجد نفسها أمام تحدٍّ مزدوج: الحفاظ على نظافة المدينة وتعزيز الوعي البيئي لدى المواطنين.

وأطلقت جماعة الدار البيضاء، برئاسة العمدة نبيلة الرميلي، خطة استباقية تهدف إلى السيطرة على هذه الظاهرة المتكررة كل عام.

في هذا الإطار، كثفت العمدة اتصالاتها مع مسؤولي شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء للبيئة" والشركتين المفوض لهما تدبير قطاع النظافة، من أجل وضع برنامج شامل يعتمد على زيادة عدد الدوريات الخاصة بجمع النفايات وتعزيز أسطول الحاويات في المناطق الأكثر تأثرًا.

هذه التدابير تهدف إلى تحسين مستوى النظافة وتقديم بيئة أكثر راحة للمواطنين خلال شهر الصيام، حيث يزداد الطلب على خدمات جمع القمامة بشكل ملحوظ.

إحدى الخطوات البارزة في هذه الجهود كانت تكثيف أنشطة مبادرة "كازا نقية"، التي انطلقت في الأيام الأخيرة من خلال عمليات تنظيف موسعة شملت مختلف أحياء العاصمة الاقتصادية، مع تركيز خاص على المناطق المحيطة بالمساجد استعدادًا لاستقبال الشهر الكريم.

هذه الحملة لا تقتصر فقط على تنظيف الشوارع والساحات، بل تتعداها إلى توعية السكان بأهمية المساهمة الفردية في الحفاظ على البيئة، خاصة في ظل الارتفاع الحاد في كميات النفايات المنزلية خلال هذه الفترة.

في سياق متصل، أكدت نبيلة الرميلي، خلال تقديمها لجلسة الدورة الاستثنائية لمجلس مدينة الدار البيضاء، أن المجلس وضع برنامجًا مكثفًا لتحسين جمالية المدينة وأداء قطاع النظافة خلال شهر رمضان.

البرنامج يشمل تعزيز عمليات تنظيف الشوارع الكبرى والساحات العامة و"الكورنيش"، بالإضافة إلى تكثيف حملات إزالة المخلفات من جنبات المساجد، التي تشهد إقبالًا كثيفًا من المصلين خلال الشهر الفضيل.

ومن بين التدابير الإضافية التي تم اتخاذها، تم تعزيز أسطول الحاويات استجابة لشكاوى العديد من المواطنين، مع التركيز على توزيعها في النقاط التي تعرف عادة تكدسًا للنفايات.

كما دعت العمدة رؤساء المقاطعات إلى التعاون مع المجلس في إنجاح حملة النظافة، سواء قبل رمضان أو خلاله، لضمان بيئة نظيفة وصحية لسكان العاصمة الاقتصادية.

على الرغم من هذه الجهود المكثفة، يبقى نجاح هذه المبادرات مرهونًا بمدى تجاوب الساكنة والتزامهم بالسلوكيات البيئية الصحيحة، فالنظافة ليست مسؤولية السلطات وحدها، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب وعيًا مشتركًا للحفاظ على جمالية المدينة وتقليل الأثر البيئي للأنشطة اليومية.

فهل ستتمكن الدار البيضاء هذا العام من كسب رهان النظافة خلال رمضان، أم أن الظاهرة ستستمر في تحدي كل الإجراءات؟ الأيام المقبلة ستحمل الإجابة.

آخر الأخبار