مسلسل "معاوية" يثير جدلا واسعا ويواجه رفضا دينيا شديدا

لم يسلم مسلسل "معاوية" الذي يعرض على قناة "إم بي سي" من الجدل، حيث واجه اعتراضات قوية من المؤسسات الدينية، وعلى رأسها الأزهر الذي أعلن رفضه القاطع لتجسيد شخصيات الصحابة، معتبرا ذلك «حراما شرعا»، كما دعا علماء الدين إلى مقاطعة العمل وعدم مشاهدته.
واعتبر الأزهر، أن موقفه تجاه تجسيد الصحابة واضح وثابت منذ سنوات، إذ سبق له رفض أعمال سابقة تناولت شخصيات تاريخية إسلامية مثل مسلسل «عمر بن الخطاب»، كما أن تجسيد شخصية معاوية بن أبي سفيان، الذي كان أحد كتاب الوحي، يعد أمرا مرفوضا دينيا، بدعوى أن الصحابة لا يجوز تجسيدهم بأي حال من الأحوال في الأعمال الدرامية.
من جانبه شدد الداعية الإسلامي في الأزهر الشريف، محمد على، على أن مشاهدة مسلسل «معاوية» حرام شرعًا، مشيرًا إلى أن الأزهر سبق أن أصدر بيانًا يحرم فيه أي عمل درامي يتناول شخصيات الصحابة، مثلما حدث مع مسلسل «عمر بن الخطاب»، معتبرا أن مثل هذه الأعمال تؤثر على المشاهدين، خصوصًا الشباب، إذ قد ترسخ في أذهانهم صورة الممثل الذي يجسد الصحابي، مما يؤدي إلى تشويه الصورة الحقيقية للصحابة.
ورغم الاعتراضات الدينية، تمسك القائمون على المسلسل بقرار عرضه، مؤكدين أنه عمل درامي يعكس فترة تاريخية مهمة دون المساس بالشخصيات المقدسة. العمل الذي تم تصويره بالكامل في تونس، استغرق وقتًا طويلًا في الإعداد، إذ تم بناء ديكورات ضخمة، واستخدام أزياء تاريخية دقيقة، إلى جانب تدريب الممثلين على استخدام الخيول وتنفيذ المعارك بواقعية عالية.
يتناول المسلسل الفترة التي تلت استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، حيث يتولى علي بن أبي طالب الخلافة، ليبدأ صراع سياسي وعسكري مع معاوية بن أبي سفيان، الذي يسعى إلى تأسيس الدولة الأموية. ويستمر الصراع حتى يتمكن معاوية من تثبيت حكمه، مؤسسًا واحدة من أكثر الفترات التاريخية إثارة للجدل في التاريخ الإسلامي.