لخلج يعلق على لحظة إفطار مزراوي.. كنت أضطر لإخفاء التمر في جواربي

في مشهد استثنائي لقي إشادة واسعة، توقف الزمن في ملعب "أولد ترافورد" مساء أمس الأحد، عندما أطلق حكم مباراة مانشستر يونايتد وفولهام صافرته في الدقيقة 66، ليس من أجل خطأ أو تبديل، بل لمنح الدولي المغربي نصير مزراوي فرصة لكسر صيامه خلال شهر رمضان المبارك.
وأظهرت عدسات الكاميرات مزراوي، ظهير مانشستر يونايتد، وهو يتجه إلى خط التماس حيث تناول بضع تمرات وشرب الماء سريعًا قبل أن يعود إلى الملعب لمواصلة اللعب، في لقطة جسّدت أجواء الاحترام والتسامح التي باتت تميز الكرة الأوروبية تجاه اللاعبين المسلمين.
هذه اللحظة، التي لم تكن مألوفة قبل سنوات، حظيت بتفاعل واسع بين الجماهير المغربية والعربية، الذين اعتبروها علامة على التقدم الكبير في تقبل الثقافات الدينية داخل المستطيل الأخضر.
التفاعل مع هذه اللقطة لم يقتصر على الجماهير فقط، بل امتد ليشمل أسماء كروية بارزة، من بينهم الدولي المغربي السابق الطاهر لخلج، الذي عبّر عن تأثره العميق بهذه البادرة.
في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، قال لخلج: "ما شاهدته في مباراة مانشستر ضد فولهام، حين أوقف الحكم المباراة لتمكين مزراوي من كسر صيامه، كان لحظة مؤثرة للغاية".
واستعاد النجم السابق ذكريات صعبة من تجربته في الملاعب الإنجليزية، حين كان يضطر لإخفاء التمر في جواربه ليتناول إفطاره دون أن يلاحظ أحد، بسبب غياب التفهم الكافي آنذاك لموضوع الصيام في كرة القدم الأوروبية.
تجربة لخلج مع الدوري الإنجليزي، حيث لعب لصالح أندية مثل تشارلتون وساوثهامتون، تبرز حجم التحولات التي شهدتها كرة القدم الأوروبية في تعاملها مع اللاعبين المسلمين.
فبينما كان اللاعبون يواجهون صعوبات في ممارسة شعائرهم الدينية في الماضي، باتت الملاعب اليوم أكثر تقبلًا، وهو ما تجسد في هذه المباراة حين منح الحكم مزراوي أربع دقائق لكسر صيامه دون أي اعتراض أو استغراب.
هذه اللحظة لم تكن مجرد استراحة قصيرة في مباراة كرة قدم، بل كانت رمزًا لاحترام التنوع الثقافي والديني في الرياضة.
وبقدر ما عكست روح التسامح المتزايدة في الدوريات الأوروبية، فقد أعادت إلى الأذهان معاناة لاعبين كثر واجهوا تحديات بسبب معتقداتهم، لكنها أيضًا أكدت أن كرة القدم لم تعد مجرد لعبة، بل منصة للاندماج والتفاهم بين الشعوب.