لماذا لم يتريث "الحيّاحة" قبل ترديد أكاذيب النصاب "هشام جيراندو"؟

الكاتب : الجريدة24

04 مارس 2025 - 10:00
الخط :

سمير الحيفوفي

بين ظهرانينا مارقون متربصون بالوطن ومؤسساته، يشحذون باستمرار خناجرهم، ويغمدونها إلى حين يستلونها ويغمسونها في السم الزعاف لغرزها في الحقائق ليقتلوها ويعلنوا الأباطيل سيدة للموقف.

هؤلاء لم يتريثوا متى تناهت إلى مسامعهم من أفواه لا تبغي للوطن خيرا، إحالة حدث على مركز للطفولة، بعدما ثبت أنها وذويها متورطون في جرائم نصب وتشهير وابتزاز، فانقضوا يهرفون بما لا يعرفون منه إلا الشظايا ليبتدعوا أن الأمر يتعلق باعتقال، وبأن الحدث سيقت للسجن حيث ينزل الكبار لقضاء مدد الحبس والسجن على حد السواء.

ارتموا للإدلاء بدلائهم في القضية، وكأن بهم ليس هناك قاض للأحداث، والأحداث في حل من أي متابعة قضائية، متى أتوا ما يجرمه نص قانوني، مثلما أتت بذلك المعنية بالأمر، وقد يفترض فيها حسن النية، لكن الأمر ينتفي ولا غرو لدى والدها ووالدتها وأخوها المدعو "هشام جيراندو"، الذي استقطبهم فضلا عن شقيق لها، وجعلهم من زمرة شبكة النصب التي نسجها من كندا.

المعنيون بالكلام، وبعدما انسلوا من مراقدهم حيث كانوا يتابعون ما يقوم به خال الحدث من فظائع، راحوا يخربشون انتقادات وشجب وتنديد دون أن يتبينوا الأمر فكانوا قوما تُبَّعا لا يدرون من الفاسق من غيره ولا يميزون بين الحق من الباطل، فقالوا إن الفتاة لم تبلغ الثانية عشر أو بالكاد تطل على ربيعها الثالث عشر، والحال أنها في الخامسة عشر من عمرها، وهو سن يجعلها في فئة التمييز، وإن كان النظر في ما تتابع بشأنه موكول لقاضي أحداث مؤهل بامتياز لذلك.

وبعيدا عن الـ"برّاحة"، مع واجب الاحترام لمن امتهنوا هكذا مهنة كانت ناقلة للأخبار بلا تزييف، فإن هؤلاء ركنوا لمنطق "الحيّاحة"، وظلوا يرددون كلاما لا يستقيم، بعيدا عن أي تروٍّ أو رصانة أو حصافة مفترضة في صحفيين (يا للحسرة)، فكانوا أن غشوا الناس بالأراجيف، وأعموا العقول عن التفكير بكل عقلانية تفيد بأن المؤسسات القضائية في بلادنا، ما كانت لتهضم حق الفتاة ولو أجرمت، ولا حقوق ذويها، وإن ثبت أنهم أجرموا في حق ضحايا والمجتمع عبرهم.

لقد ساق المدعو "هشام جيراندو" هؤلاء الـ"حيّاحة"، سوقا إلى معسكره، وجعلهم يرددون ما يبغي من أكاذيب حول عمر ابنة أخته والمكان الذي أحيلت عليه وعن براءتها، فلم يتخذوا مسافة بينهم وبين ما يجري لاستيضاح التفاصيل واستجلاء كل الملابسات، بل بادروا إلى استعمال الخناجر المشحوذة التي طالما انتظروا الفرصة لجعلها في خاصرة المؤسسات القضائية بالمغرب.

وفجأة أصبح الكل فقيها قانونيا ومطلعا على القوانين والاجتهادات، ليخرج علينا هؤلاء بكل التأويلات وكل ما تجود به عقولهم القاصرة عن الفهم واستنادا إلى ما ترسب لديهم نظير تقاعسهم عن البحث عن حقائق الأمور، فخرج العفاريت من القمقم وانبعثوا يدسون السموم في "فايسبوك" و"X"، ما دونهما من منصات التواصل الاجتماعي، لولا أن ظهر الحق وزهق الباطل.

وليست الحقائق إلا ما أدلى به جمال لحرور، نائب وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء، بناء على تضمنته محاضر الضابطة القضائية وما تبدى للنيابة العامة جراء التحقيق المستفيض أن الفتاة المعنية بالأمر، تبلغ من العمر حوالي خمسة عشرة سنة وهي متابعة، رفقة آخرين، على خلفية شكاية تقدمت بها سيدة تعرضت رفقة عائلتها للتشهير والتهديد والابتزاز باستعمال بعض تطبيقات التراسل الفوري الـ"واتساب".

وبان الفتاة القاصر المتابعة في هذا الملف كانت هي من تكلفت باقتناء وتوفير الشرائح الهاتفية التي تم استخدامها في ارتكاب أفعال التشهير والابتزاز والتهديد من طرف خالها المدعو "هشام جيراندو"، والذي يوجد حاليا في حالة فرار خارج أرض الوطن.

إن ما اعترى هذه القضية من أكاذيب تلقفها المتربصون بالوطن ومؤسساته ممن يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق من المارقين، لهو سعي أكيد لطمس الحقائق وحبك غشاوة لتغطي الأعين عن استبيان ما يجري على أرض الواقع، لكن الغشاوة سرعان ما انقشعت ويظهر أن الأمر يتعلق بـ"حيَّاحة" يضجون الدنيا ويملؤوها زعيقا مثل الغربان في موسم التزاوج.

آخر الأخبار