"هشام جيراندو".. عندما أحرق النصاب الخائن كل السفن وأودى بأسرته للسجن

سمير الحيفوفي
الكل يعلم أن النصاب الخائن المدعو "هشام جيراندو" أحرق كل السفن، مثل أي انتهازي اعتاد على العيش على آلام الآخرين، وقد أودى بأفراد أسرته إلى السجن، بعدما استدرجهم وأغراهم بالتعاون معه وترصد الفرائس التي كان ينهشها من هناك، من كندا، نهشا، مبتزا إياه وسالبا إياها المال مقابل الصمت.
لقد أحرق كل السفن بعدما انتقل من مجرد لاجيء في العالم الافتراضي، قد يتحدث ويطلق الكلام على عواهنه ولا يلقي له أحد بالا، إلى نصاب ومبتز احترف شيئا فشيئا التشهير واستلذ الريع العائد إليه من وراء تهديد ضحاياه، ثم "ارتقى" إلى خائن انفجر ما في داخله من غل وحقد على الوطن، فأصبح عميلا للنظام العسكري الجزائري، يردد نفس السيناريو الذي وزعه الـ"كابرانات" على عملائهم من الخونة.
ولم يعد المدعو "هشام جيراندو" مجرد نصاب، قد يراه الناس مثل "بهلول" شارد بارد الأكتاف، لا يعرف معنى للاسترزاق إلا على ظهور الغير، فقد راح يقوم به من تهجم على مؤسسات مغربية منها المؤسسة الملكية وشخصيات منوطة بها مهام حساسة، وذات أمجاد تقض مضاجع أعداء الوطن، وذاك يؤكد أن النصاب استزاد وأصبح خائنا وعميلا لهؤلاء الأعداء، الذين يكمنون ويتركون أمثاله ينفذون مراميهم القذرة.
والأكيد أن "هشام جيراندو" ليس جنيا أوتي من العلم، من المولى عز وجل، حتى يأتي عن الناس الذين يستهدفهم بكل الأنباء والأخبار، بل الأمر بسيط يتعلق بتكتيك يترجمه شركاءه الذين نذروا أنفسهم لخدمة أغراضه الدنيئة، وبالتالي التربح على بقايا أناس يهاجمهم في فيديوهات ويغيظهم أن تروج أسماؤهم وترتبط بالأكاذيب كأي شخص تهمه سمعته.
لكن ومثلما تغذى المدعو "هشام جيراندو" على ما كان يصله من معلومات من الذين سخرهم للملمة الأخبار وتصيد الضحايا، فقد أخذته العزة بالإثم، وزاد على نصبه وتشهيره بالانقلاب على عقبيه ليعلن نفسه خديما طيعا، لخصوم المغرب، وقد قدم نفسه طوع إشارة النظام العسكري الجزائري، الذي لا يبغي للوطن خيرا، فتكلف بمهاجمة كل المؤسسات والرموز دون أي سند، وذاك أبعد من الصورة التي غرر بها متابعيه وجعلهم يظنونه محاربا للفساد.
وشتان بين من يحارب الفساد ويسمي الأشياء بمسمياتها وبين من يهرف بما لا يعرف فيهاجم ويلصق التهم ويبتدع السيناريوهات ويروج الأكاذيب والإشاعات لغاية هز ثقة المغاربة في مؤسساتهم ومسؤوليهم، وهو أمر ينشده الأعداء لتفتيت العضد وفتق الرتق الذي يجمع بين الشعب ومسؤوليه، والذي لا يرضي الأعداء ولا أزلامهم من سدنة الخيانة.
وكما أن ما تلفظ به المدعو "هشام جيراندو" من كندا هو نفس ما تلاه الإرهابي "محمد حاجب" من ألمانيا، ونفس ما ضرطه "علي لمرابط" من إسبانيا، ومعهم "دنيا الفيلالي"، دمية الـ"كوبل الجنسي" يكشف بأن السيناريو الذي توصلوا جميعا هو موحد وكتب في غرف المخابرات الجزائرية، لعلهم يحدثوا شرخا بين المغاربة ومن يسهرون على أمنهم ويتشبثون بأهداب العرش العلوي المجيد، حتى لتجد هذه الخرجات تكاد تتطابق حتى في النقط والفواصل.
وكما أن البعض يحاول الآن تغيير دفة النقاش بعيدا عما اقترفه "هشام جيراندو" وما تورط فيه أفراد من أسرته، فإن الأمور كهذه لا تتجزأ وتأخذ في الكل والمجمل، وهي أن كل مذنب يستحق العقاب، ولأن "ملاك" لا تزال قاصرا، فلا أحد يستطيع أن يفتي بغير إحالتها على مركز لحماية الطفولة، ولقاضي الأحداث سلطة تقديرية أعملها مستندا على ما تبدى له من وقائع ليقرر مثل هكذا قرار، حتما لن يرضي سعاة الاصطياد في الماء العكر.
لقد أجرم أفراد أسرة الهارب، وانكشف أنهم غارقون في جرائم يعاقب عليها القانون، لكن لا مجال للشفقة إلا ما يؤخذ به في العرف القانوني لإثبات التخفيف، وما دون ذلك مما يرفعه البعض كون الفتاة قاصر ولا تستحق الإحالة على مركز حماية الطفولة، فإن لهم أن يلتفتوا إلى أنهم يقيمون قسمة ضيزى بين "ملاك" والقاصرين الذي يقتادون إلى نفس المركز متى أجرموا، أم أنه ليس لهؤلاء من يدافع عنهم من الانتهازيين، الذين لا يعجبهم العجب العجاب إلا ما يقوم به "هشام جيراندو".