عندما تسلح "علي لمرابط" بـ"الفوطوشوب" لينتج "سيتكوم" رمضاني مضحك

سمير الحيفوفي
بلغ الخرف مبلغه في عقل "علي لمرابط"، لحد جعله يظن الجميع، حمقى ومن السهل الضحك عليهم، مثلما ضحك عليه من ينفثون في أذنه الأكاذيب، فيتلقفها ثم يهرول أمام الكاميرا ليردد ما بلغه، ومتلذذا بما يقوله من ترهات وكأنه حقق ما لم يحققه غيره.
وفعلا لم يلحق بأحد ما لحق "علي لمرابط"، الذي استباح الكذب بعينين جاحظتين، فكان أن سقط في المحظور، وهو يتحدث من جديد عن المسمى "المهدي حيجاوي"، والذي أسبغ عليه من نفسه رتبة عسكرية وليس أي رتبة "كولونيل ماجور" ويا حسرتاه.
ولأن "علي لمرابط" خارج السياق كعادته، ويردد ما بلغه مثل أي ببغاء لا يفقه ما يقول، فإن مرضه بـ"المهدي حيجاوي"، جعله يضع رأسه في رأسه أنه "كولونيل ماجور" أي "عقيد قائد"، وسنده في ذلك صورة موضَّبة عبر "فوطوشوب".
وبالوقوف عند توضيب الصورة فهو مسخ لا يؤتيه حتى الهواة، وقد ظهرت صورة من يتحدث عنه معتمرا قبعة لا يعرف انتماؤها، ومرتديا بذلة لونها أبعد ما يكون عن القوات المسلحة الملكية، أو "لادجيد"، أو الرجل الثاني في المخابرات العسكرية، كما يدعي.
ثم إن الصورة التي يستند عليها "علي لمرابط"، لا تمت بصلة لأي سلك عسكري، فلا أحد يصدق أن الصورة العسكرية الرسمية لأي ضابط كان تلتقط له وهو يطلق لحيته، وهو أمر كان ليقف عنده "المستصحف"، لو منح نفسه هنيهة تفكير، قبل أن يهرول لترديد ما بلغه ممن يأكلون الثوم بفمه.
لقد كشف "علي لمرابط"، بما يدع للشك أنه مريض يستحق الحجر عليه، وهو يهرطق ويتجاذب الكلام يمنة ويسرة، ويخوض في تفاصيل مبتدعة، كان حريا أن يصوغها على شاكلة سيناريو لـ"سيتكوم" رمضاني، لو عرض على شاشة التلفاز إبان وقت الإفطار في رمضان لكان أكثر باعث للضحك.