هل تؤثر أزمة الصيباري مع آيندهوفن على مكانه في المنتخب؟

يواصل وليد الركراكي، مدرب المنتخب المغربي، فرض أسلوبه القائم على الانضباط والالتزام داخل صفوف "أسود الأطلس"، وهو ما ظهر جليًا في تعليقه على الجدل الدائر حول إسماعيل الصيباري، لاعب بي إس في آيندهوفن الهولندي، الذي طالت انتقادات بشأن تأخره المتكرر على مواعيد فريقه.
وحملت كلمة الركراكي خلال الندوة الصحفية التي تسبق مباراتي النيجر وتنزانيا في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، في طياتها رسالة واضحة مفادها أن المنتخب المغربي له معاييره الخاصة، وأن ما يحدث في الأندية لا يؤثر بالضرورة على اختياراته.
أكد الركراكي أنه يعرف الصيباري جيدًا، ويعتبره لاعبًا منضبطًا داخل المنتخب، مشددًا على أن الأداء والسلوك داخل المعسكر الوطني هو ما يهمه بالدرجة الأولى.
وأوضح أن المنتخب المغربي يتابع لاعبيه حتى عندما يكونون مع أنديتهم، لكنه لا يتدخل إلا عند الضرورة، مؤكدًا أن الصيباري لم يسبق أن تأخر عن أي اجتماع أو تدريب مع المنتخب، وأنه يقدم كل ما لديه سواء كان أساسيًا أو بديلاً.
لم يخف الركراكي دعمه للاعب الشاب، لكنه في الوقت نفسه أبدى تفهمه لموقف مدرب آيندهوفن، مشيرًا إلى أن هذه قد تكون رسالة موجهة للصيباري حتى ينتبه أكثر لانضباطه داخل فريقه.
فالمدرب الوطني يرى أن اللاعبين المغاربة المحترفين في الخارج يجب أن يكونوا قدوة ويعكسوا صورة إيجابية عن الكرة المغربية، مؤكدًا أن هذه الرسائل التحفيزية تُرسل لهم دائمًا ليظلوا في أعلى مستوياتهم.
في ظل هذه التوضيحات، يبدو أن الركراكي لا ينوي التراجع عن موقفه القائم على مكافأة الانضباط والالتزام داخل المنتخب، بعيدًا عن أي مشاكل قد يواجهها اللاعبون مع أنديتهم.
لكن في المقابل، يدرك تمامًا أن النجاح في عالم الاحتراف يتطلب الصرامة داخل الأندية كما هو الحال داخل المنتخبات، ما يجعل هذه القضية بمثابة اختبار جديد لشخصية الصيباري ومدى قدرته على تطوير نفسه داخل بيئة تنافسية عالية.
الرهان الأكبر يبقى على الصيباري نفسه، فبعدما أصبح من الأسماء البارزة في تشكيلة المنتخب المغربي، سيكون عليه إثبات جدارته في ناديه أيضًا، خاصة وأن أي لاعب يسعى للوصول إلى القمة يجب أن يكون محترفًا داخل وخارج الملعب.