الدار البيضاء تحت تهديد التشققات.. مطالب عاجلة بالتحقيق في فساد مشاريع البنية التحتية

الكاتب : انس شريد

17 مارس 2025 - 10:30
الخط :

تشهد مدينة الدار البيضاء في الفترة الأخيرة موجة من الاستياء الشعبي بسبب ظهور تشققات خطيرة في عدد من الطرقات، خصوصًا في منطقتي البرنوصي والرحمة.

هذه الظاهرة، التي تفاقمت بعد التساقطات المطرية الأخيرة، تعيد إلى الواجهة التساؤلات حول جودة البنية التحتية في أكبر مدن المغرب، وتطرح شكوكًا حول شفافية الصفقات العمومية المتعلقة بتشييد وصيانة الطرق.

ومع اقتراب استضافة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، تزداد الضغوط على عمدة الدار البيضاء نبيلة الرميلي لمعالجة هذا الملف الحساس قبل أن يتحول إلى أزمة حقيقية تضر بسمعة المدينة.

وكشفت الأمطار الغزيرة عن هشاشة مقلقة في البنية التحتية، حيث تحولت شوارع وأزقة بأكملها إلى برك مائية وحفر عميقة، ما أدى إلى اختناق مروري كبير وتضرر العديد من المركبات، فضلًا عن تعريض سلامة المارة للخطر.

هذا المشهد المتكرر كل موسم مطري دفع المواطنين إلى توجيه انتقادات لاذعة للجهات المنتخبة، معتبرين أن الحلول التي تقدمها السلطات غالبًا ما تكون ترقيعية ولا تعالج جذور المشكلة.

في ظل هذه التطورات، تعالت الأصوات المطالبة بفتح تحقيق إداري وقضائي للكشف عن المسؤولين عن هذه الاختلالات، خصوصًا أن الدار البيضاء سبق أن عانت من فضائح مشابهة في السنوات الماضية.

فعاليات مدنية وشخصيات سياسية دعت إلى تدخل عاجل من قبل وزارة الداخلية والجهات الرقابية لفحص الصفقات العمومية المتعلقة بالبنية التحتية، والتأكد مما إذا كانت تحترم المعايير المطلوبة أم أنها تشوبها شبهات فساد وسوء تدبير.

المتتبعون للشأن المحلي يؤكدون أن المشكلة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى ضعف التخطيط وغياب الصيانة الدورية.

فالمدينة، رغم توسعها العمراني السريع، لم تشهد تطويرًا موازياً في بنيتها التحتية بما يتناسب مع كثافتها السكانية الكبيرة، مما جعلها عرضة لمثل هذه الأزمات المتكررة.

ويشير هؤلاء إلى أن التساقطات المطرية الأخيرة كشفت عن مدى ضعف جودة الطرق، حيث ظهرت تصدعات وتشققات في أكثر من نقطة، مما يطرح علامات استفهام حول مدى التزام الشركات المنجزة للمشاريع بمعايير الجودة المطلوبة.

في هذا السياق، دعا عصام الكمري، النائب الأول لرئيس مقاطعة سيدي البرنوصي، عبر بث مباشر على صفحته في "فيسبوك"، إلى تدخل لجان التفتيش التابعة لوزارة الداخلية والأجهزة الرقابية الأخرى للتحقيق في القضية، مع التركيز على الصفقات العمومية المتعلقة بالبنية التحتية.

وأكد الكمري أن منطقة البرنوصي باتت مهددة بشكل كبير بسبب ضعف الصيانة والتسيب في تدبير المشاريع، خاصة بعد واقعة شارع المثنى بن حارثة.

من جهته، سبق أن انتقد مصطفى الحيا، عضو حزب العدالة والتنمية، أداء المجلس الجماعي الحالي، معتبرًا أنه فشل في تحقيق العدالة المجالية في توزيع المشاريع المتعلقة بالبنية التحتية.

وأوضح أن مناطق معينة مثل سباتة وعين الشق والحي الحسني استفادت بشكل كبير من المشاريع الكبرى، بينما عانت باقي المقاطعات من تهميش واضح، مما فاقم مشكل الفوارق التنموية داخل المدينة.

ومع ازدياد الضغط الشعبي والإعلامي، يبقى السؤال المطروح: هل ستتخذ الجهات المسؤولة قرارات حاسمة لمعالجة هذا الملف قبل أن يتحول إلى أزمة يصعب احتواؤها؟ أم أن دار البيضاء ستبقى رهينة الاختلالات التي تعصف ببنيتها التحتية في كل موسم مطري، رغم اقترابها من استضافة بطولات عالمية؟

آخر الأخبار