محطة أولاد زيان.. فوضى تتحدى الوعود ومأساة مستمرة قبيل عيد الفطر

الكاتب : انس شريد

18 مارس 2025 - 10:00
الخط :

مع اقتراب عيد الفطر، تزداد حركة المسافرين في مختلف المحطات الطرقية بالمغرب، حيث يسعى آلاف المواطنين للعودة إلى مدنهم وقراهم لقضاء العيد مع عائلاتهم.

غير أن محطة أولاد زيان في الدار البيضاء، أكبر محطة طرقية في المملكة، لا تزال غارقة في الفوضى والعشوائية، رغم وعود المجلس الجماعي المتكررة بإصلاحها وتأهيلها.

منذ سنوات، والمحطة تعاني من غياب الأمن والتنظيم، إضافة إلى انتشار الباعة العشوائيين وتكدس الأزبال، مما يحوّل تجربة السفر عبرها إلى كابوس حقيقي للمسافرين.

وبينما تتعالى الأصوات المطالبة برقمنة المحطة للحد من الفوضى وتقنين أسعار التذاكر لمكافحة المضاربة، لا تزال الأوضاع تراوح مكانها دون أي تحرك ملموس من الجهات المعنية.

ووفقا لمصادر "الجريدة 24" فإنه على الرغم من تخصيص ميزانية تصل إلى 56 مليون درهم لإعادة تأهيل المحطة، إلا أن فشل المناقصة الخاصة بالمشروع أدى إلى تجميد الأشغال، ما زاد من استياء المواطنين.

وسبق لعمدة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي أن أعلنت عن مشروع طموح لتحسين وضع المحطة، لكن التعثرات المتكررة تجعل هذه الوعود أقرب إلى السراب منها إلى الواقع.

في الوقت الذي يتطلب فيه إصلاح المحطة حلولًا جذرية، يطالب البعض بإنشاء محطات جديدة بمواصفات حديثة بدلًا من الترقيعات المؤقتة.

ويبدو أن هذا التوجه أصبح ضروريًا، خاصة مع إعلان المجلس الجماعي عن خطط لإنشاء محطتين جديدتين في شمال وجنوب المدينة لتخفيف الضغط على أولاد زيان.

وسط هذه الفوضى، وجدت الحكومة نفسها أمام سيل من الانتقادات من المعارضة البرلمانية، التي طالبت بتدخل عاجل لوضع حد للإهمال الذي تعاني منه عدد من المحطات الطرقية بالمملكة، بينها محطة أولاد زيان.

وسبق بوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت أن أكد في جواب كتابي أن الوزارة تعمل على رقمنة المحطات الطرقية في المغرب، بما في ذلك أولاد زيان، من خلال إدخال نظام معلوماتي متطور يتيح للمسافرين حجز التذاكر إلكترونيًا وتتبع مواعيد الرحلات، إلى جانب تنظيم تدفق الحافلات والمسافرين عبر تقنيات حديثة.

لكن على أرض الواقع، يظل هذا المشروع بعيدًا عن التنفيذ، في ظل غياب رؤية واضحة للجدولة الزمنية لهذه الإصلاحات.

وبينما تنجح مدن أخرى مثل الرباط في تحديث محطاتها الطرقية، تبقى الدار البيضاء متأخرة في هذا المجال، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية المسؤولين في تحسين البنية التحتية للنقل العمومي في العاصمة الاقتصادية.

مع اقتراب العيد، يجد المسافرون أنفسهم مضطرين للتعامل مع نفس المشاكل المتكررة كل عام، من ارتفاع أسعار التذاكر بشكل غير قانوني إلى الفوضى التي تعم المكان.

ورغم تزايد الضغط الشعبي من أجل تحسين الأوضاع، لا تزال محطة أولاد زيان تعكس صورة قاتمة عن تدبير المرافق العامة في المغرب.

فهل يكون هذا العيد الأخير الذي يعيش فيه المسافرون هذه المعاناة، أم أن الأزمة ستستمر لسنوات أخرى دون حل؟

آخر الأخبار