النصاب "هشام جيراندو: ورقصة الديك المذبوح

سمير الحيفوفي
تشابه البقر على النصاب المدعو "هشام جيراندو"، الذي لا يميز بين التشهير وحرية التعبير، لحد جعله يفتري على متابعيه كذبا، وهو يخلط بين النقيضين، دون أن يرف له جفن وهو يقطع مسافات شاسعة فاصلة بينهما، ليتحفنا بما ينم عن تعزية لنفسه بعدما بلغه أن "مراسله" حوكم بثلاث سنوات سجنا نافذا، بسبب ما اقترفه تحت جناحه من جرائم يعاقب عليها القانون.
وحتى يداري لوعته وهو يحصي خيباته والرزايا التي تنهال على رأسه تباعا، احتمى النصاب "هشام جيراندو" بما حاول أن يبديه من "تضامن" مع "حميد المهدوي"، الذي يجني عليه، هو أيضا، لسانه وعدم اتزانه ومروقه المريب على القوانين والتدابير التي تنظم قطاعا أصبح مهوى لكل من هب ودب حتى أصبحت الصحافة مهنة من لا مهنة له.
وليس بغريب أن يتراشق كلا من النصاب "هشام جيراندو" و"المستصحف" "حميد المهدوي" بالتضامن فيما بينهما، فهما معا تائهان لا يعرفان للحرية سقفا، ولم يهضما أنها تنتهي عند حدود حرية الآخرين، فكان أن سلطا لسانيهما على الجميع دون لجام ولا فرامل في زريبة "يوتيوب"، حتى سقطا في المحظور.
وكأي مارق لم يجفل النصاب "هشام جيراندو"، وقد سمح لنفسه بأن يتجاسر لتقديم دروس هو نفسه أحق بتلقيها، وهو يخوض في حرية التعبير التي يراها حسب ما قال حقا كونيا، في استسهال سافر منه وهو يتجاوز الحديث عن أي حرية تعبير يتحدث وما هي الحرية في منظوره الأعوج؟
واختلطت الأمور على النصاب الهارب والمقيم في كندا، وهو يجتر عبارة "حرية التعبير"، فهل يقصد بها أن للمرء أن يقول ما شاء في حق من شاء، ومع ذلك تصادر حقوق المستهدَف من التشهير والقيل والقال في أن يلوذ بالقضاء لينصفه، وينظر في مظلمته ويرد له حقوقه وأولها معاقبة مُهاجمه دون سند؟
وهل "حرية التعبير" في نظر النصاب "هشام جيراندو" هي أن يدلي كل مفترٍ أشر برأيه في أي شيء، حتى لو صرف الأكاذيب ونشر الأراجيف، وقضَّ مضاجع الأشخاص باتهامات باطلة؟ ثم أليس رمي الناس بالباطل يعد فسقا، والوقوف في وجه الفاسق مثله ومثل من يرجفون ويروجون للأباطيل يظل واجبا؟
لقد تهاوى كل ما بناه النصاب، وإذ يعاين شبكته الإجرامية التي أقامها على النصب والتشهير والابتزاز تتلاشى أمام ناظريه، خرج يرقص رقصة الديك المذبوح، ينشد التغليط، بعدما جفت الينابيع التي كان يرتوي منها بأخبار الأشخاص الذين يتربص بهم حتى يرشقهم بها بالباطل عبر "يوتيوب".
لقد اعتقل أحد "ينابيع" النصاب وحوكم بالسجن النافذ لثلاث سنوات، وهي البداية فقط لنهاية تزحف نحوه رويدا رويدا، لذلك لكل ما يقوله هذا المأفون، ليس غير محاولة للهروب إلى الأمام بعدما حوصر ومنعت عنه "الثدي" التي ظل يرضع منها ويتربح من ورائها على أشخاص، هاجمهم وظن نفسه منيعا من أن يطالونه، لكن يد العدالة ها هنا في المغرب قطعت أذرعه في انتظار الحصاد الكبير.