بعد انقضاء رصيد "النيف".. الرئيس الصوري الجزائري يغازل الـ"ماما" فرنسا

هشام رماح
انقضى رصيد عجرفة النظام العسكري الجزائري، أو ما يطلقون عليها "النيف" في الجارة الشرقية، وقد عاد صاغرا إلى إسبانيا ليستدفيء في حضنها بعدما بلغت علاقاتها مع الـ"ماما" فرنسا حدا من التوتر جعل البلاد في عزلة.
وراح "عبد المجيد تبون"، الرئيس الصوري في الجزائر، يداهن إسبانيا، التي كان قرر الـ"كابرانات" قطع علاقتهم بها لاعترافها بمغربية الصحراء، وقد قال إن "علاقاتنا مع إسبانيا عادت إلى طبيعتها بعد فترة من الفتور".
وكان النظام العسكري الجزائري انفلت من عقاله، لحد جعله يقرر قطع علاقته مع إسبانيا، بعدما اعترف "بيدرو سانشيز"، رئيس الحكومة في الجارة الشمالية بدعم بلاده لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدمت به المملكة المغربية في 2007، وقد وصفه بالحل الوحيد والأوحد القادر على حل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وبعد شذ وجذب، دام لأكثر من عامين منذ 2022، تفتت عضد العسكر في الجزائر، فركنوا إلى الواقع الذي فرض عليهم، كرها وخطبوا ود إسبانيا من جديد، وقد أفاد الرئيس الذي انقلب به الـ"كابرانات" على حراك الجزائر "لسنا في صراع مع أي دولة أوروبية ونحن منفتحون على التعاون مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي".
وإن كان الحال ما سبق مع إسبانيا، فإن نفس المصير ينتظر العلاقات المتوترة مع فرنسا، والتي اعترفت بمغربية الصحراء واعتبرت قضية الصحراء المغربية من ضمن مشتملات الأمن العام للمملكة الشريفة.
ووفق الرئيس الصوري فإن العلاقات المتوترة مع فرنسا والتي تدهورت في الأشهر الأخيرة، ليست غير "ضجة" مثارة حول خلافات سيجري حلها مع "إيمانويل ماكرون" الرئيس الفرنسي، الذي وصفه بـ"المرجعية الوحيدة" للجزائر.
وفي خطاب ينم عن استعداد جزائري لطي صفحة الخلاف بعدما حوصر العسكر من قبل فرنسا، قال "عبد المجيد تبون"، "لقد عملنا معا، صحيح أنه كانت هناك لحظة سوء تفاهم، لكنه يبقى رئيسًا للجمهورية الفرنسية، ويجب حل جميع القضايا معه شخصيًا أو مع وزير خارجيته".
وكانت الجزائر استدعت سفيرها في باريس، بعدما اعترفت فرنسا بسيادة المملكة المغربية على صحرائها، لتتفاقم الخلافات بين فرنسا وصنيعتها مع اعتقال "بوعالم صنصال"، الروائي الفرنكفوني، بسبب تصريحات أكد فيها اقتطاع فرنسا لأراضي من المغرب وإلحاقها بالجزائر، ثم رفض الجزائر قبول المواطنين الذين تريد فرنسا طردهم.